أسلوب الجدال :
١ ـ (وَقُولُوا : آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ ، وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ ، وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) أي إذا دعوتم أيها الرسول وأتباعه أهل الكتاب إلى الإيمان برسالة الإسلام ، وأخبروكم عما لا يعلم صدقه ولا كذبه ، فلا تصدقوهم ؛ لأنه قد يكون كذبا أو باطلا ، ولا تكذبوهم لأنه قد يكون حقا أو صحيحا ، وإنما قولوا لهم : آمنا بالقرآن الذي أنزل إلينا وإليكم وإلى البشر كافة ، وآمنا بالتوراة والإنجيل اللذين أنزلا إليكم أي نؤمن بالمنزّل فعلا على موسى وعيسى عليهماالسلام ، غير المبدّل ولا المؤول ، ومعبودنا ومعبودكم الحق واحد لا شريك له ، ونحن له خاضعون مطيعون أمره ونهيه.
أخرج البخاري والنسائي عن أبي هريرة رضياللهعنه قال : «كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ، وقولوا : آمنا بالذي أنزل إلينا ، وما أنزل إليكم ، وإلهنا وإلهكم واحد ، ونحن له مسلمون».
وأخرج الإمام أحمد أن أبا نملة الأنصاري (١) أخبره أنه بينما هو جالس عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم جاءه رجل من اليهود ، فقال : يا محمد ، هل تتكلم هذه الجنازة؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : الله أعلم ، قال اليهودي : أنا أشهد أنها تتكلم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا حدثكم أهل الكتاب ، فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ، وقولوا : آمنا بالله وكتبه ورسله ، فإن كان حقا لم تكذبوهم ، وإن كان باطلا لم تصدقوهم».
وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن مسعود رضياللهعنه أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء ، فإنهم يهدوكم وقد ضلّوا ، إما أن تكذّبوا بحق ، وإما أن تصدقوا بباطل».
__________________
(١) أبو نملة : هو عمارة ، أو عمار ، أو عمرو بن معاذ بن زرارة الأنصاري رضياللهعنه.