سنوك هيروغرونيه (ChriStian Snouch Hurgronje) الذي كان ينوي السفر سرا الى مكة المكرمة بهدف انجاز اطروحة حول المجتمع المكي وقام هيروغرونيه خلال وجوده في جدة بترجمة بعض الرسائل لصالح القنصلية الفرنسية ، وبدوره قام بإبلاغ صديقه المستشرق الألماني جوليوس أوتينغ (Julius Euting) عن المساعي الفرنسية لاستعادة حجر تيماء. والجدير بالذكر ان أو تينغ كان برفقة هوبير في تيماء عند ما قاما سوية بشراء الحجر وارساله الى حائل بعد ان قاما بنقل النص المحفور عليه. وتطورت الأمور فيما بعد عند ما التقى هيروغرونيه في مكة المكرمة بسي عزيز الذي أخبره بمراحل المفاوضات مع ابن الرشيد وقد حاول سي عزيز الحصول من هيروغرونيه على مبلغ يفوق الخمسة آلاف فرنك فرنسي الذي وعد به من قبل القنصلية الفرنسية في حال انجاز المفاوضات بنجاح. ونتيجة شكوك القنصل الفرنسي من أن يكون هيرو غرونيه يعمل مع الألمان بهدف الحصول على حجر تيماء ، قام بنشر مقال في جريدة «الوقت» (Le TemPS) في باريس في الخامس من تموز ١٨٨٤ وصف فيه الأيام الأخيرة لشارل هوبير ، واتهم هيرو غرونيه المقيم في مكة المكرمة سرا تحت اسم عبد الغفار بالسعي للحصول على حجر تيماء لصالح أوتينغ الموجود في دمشق. وقد ترجم هذا المقال الى العربية والتركية ، وعلى الفور أرسل قائمقام مكة المكرمة بعض الجنود الى هيروغرونيه حيث أمر بمغادرة المدينة خلال بضعة ساعات ، وبالفعل تم ترحيله برفقة الجنود الى جدة.
هكذا تم افشال محاولة الألمان الحصول على حجر تيماء. وبعد حوالي العام على مصرع هوبير تم الحصول على الحجر وأرسل الى باريس حيث يعرض حاليا في متحف اللوفر. ان هذا الحجر الذي يعود تاريخه الى القرن الخامس قبل الميلاد ، والذي يعود الفضل في اكتشافه الى هوبير ، يعتبر من أبرز الاكتشافات الأثرية في شبه الجزيرة العربية خلال القرن التاسع عشر. ويظهر هذا الحجر الذي حفر باللغة الارامية أحد الكهنة الذي استقدم إلها جديدا الى تيماء ، فأنشأ لهيكل الأله المعبود وقفا ، وقد مثل الاله في زي أشوري ، وظهر في أسفل الرسم رسم الكاهن الذي شيد النصب.
أن المعلومات والانطباعات التي سجلها هوبير خلال رحلته الأولى في شمال شبه الجزيرة العربية والتي نقدمها في هذه الترجمة ، هي على درجة كبيرة من الأهمية بحيث إنها تعتبر بالاضافة الى سلسلة الأبحاث التي قام بها الرحالة الأوروبيون في المنطقة خلال القرن التاسع عشر أمثال وليم بالغريف ، واروليخ سيتزن ، جورج والين ، الليدي آن بلنت ، ولويس بوركهاردت ، وشارل دوتي وغيرهم من أبرز النصوص التي تصف منطقة شمال شبه الجزيرة العربية خلال النصف الاخير من القرن التاسع عشر.