حرارة عشرة منها ، وجدت ان معدّل الأحواض المعرّضة للشمس يبلغ+ ٥٠ ، ٢٤ درجة ومعدل تلك المحمية تحت النخيل يبلغ+ ١٠ ، ٢١ درجة. ومن ثم فإن معدل حرارة المنطقة مرتفع جدا. وقد أكّد لي عبد الله أن الحرارة بالفعل أكثر ارتفاعا في كاف في الصيف منها في الجوف ، وأنه نادرا ما تمطر في الشتاء. والمؤشر الآخر لهذه الحرارة يكمن في وجود النخيل المزدهر تماما في كاف أما الماء المشوب بملوحة طفيفة فطيّب المذاق.
تمتد القرية الهلالية الشكل من الشرق إلى الغرب وتتألف من مجموعتين ، واحدة من ثمانية منازل والأخرى من تسعة تفصلهما الينابيع وال ٤٥٠ نخلة. إلى جانب النخيل لا نجد سوى شجرتي رمان وعدد من شجرات الاثل. يستخدم خشبها في صنع عارضات خشبية لصناعة الأبواب وأسقف المنازل. أما السكان البالغ عددهم ٩٠ شخصا فيملكون ثلاثين جملا وما يوازيها من الماعز وخمسة عشر خروفا بالإضافة إلى بضع دجاجات. وليس لديهم ثيران أو خيول.
ان وجود هذه الواحة الصغيرة مدين لوجود الينابيع أولا ومن ثم لوجود منجم ملح يعود دخله إلى الشيخ نفسه. ويأتي هذا النتاج من جبل صغير يبعد ٥ كيلومترات إلى جنوب كاف وتحمله الإبل إلى مقربة من القرية في تجاويف تحوي ما بين ٤٠ ، ٠ م إلى ٥٠ ، ٠ م من الماء يذوب الملح فيها ثم يتبلور بالتبخر. إنه شديد البياض لكن طعمه شديد المرارة. يباع لقبائل الصحراء وتنقله جمال الشيخ بالتهريب إلى البصرة وحوران وجبل الدروز.
البيوت نظيفة من الخارج ولكنها وسخة في الداخل. الجميع يرتدون الزي البدوي. لا أحد يعرف القراءة أو الكتابة. وكالعادة فإن أمراض العيون كثيرة.
في صبيحة ١٩ مايو (أيار) جاءني عبد الله وهو متزوج ثلاث نساء ، مصطحبا ابنه الوحيد وقد أصيب بتلبك معوي. كما جلب معه في الوقت نفسه فنجان قهوة مملوءا بالماء طالبا مني أن أقرأ عليه الكلمات الضرورية ليشفى المريض الصغير.
سأكون أول أوروبي تسلق الصخرة التي يقوم عليها قصر السيد. إنها صخرة وحيدة ، وثمة صخرتان اخريان أصغر حجما موجودتان حول كاف. قدرت ارتفاعها بقرابة ٨٠ مترا فوق السهل. أما قمتها فعلى شكل مائدة مستديرة ويبلغ محيطها ٣٠٠٠ متر. وهي مكونة كليا من كتل بركانية ضخمة سوداء صلبة جدا غارقة في