على مسافة ستة أميال جنوبا وبانعطاف ٧٠ درجة شرقي كاف ، توجد واحة صغيرة أخرى تدعى اتسرا (١). والمساكن فيها مبنية من الحصى الأسود كمساكن حوران وليس بالآجر كمساكن كاف. وهي بلدة قديمة هجرت على غرار كاف وسكنت من جديد من بعد كاف بعشر سنوات. وهي تعد اليوم ٢٠ بيتا وحوالي ١٠٠ نسمة يتمتعون بمياه النبع كل السنة كسكان كاف. يوسف الملكي ، في بيان رحلته ، يطلق على هذه البلدة اسم إثرا.
في ٢٠ مايو (أيار) ١٨٨٠ ، قمت بقياس حرارة الجوفي كاف ، ساعة بعد ساعة في ظل النخيل وسجلت هنا نتيجة القياس :
الساعة ٤+ ٥٠ ، ١٣ درجة
|
الساعة ١٠+ ٧٠ ، ٢٨ درجة
|
الساعة ٤+ ١٠ ، ٣٣ درجة
|
٥+ ١٠ ، ١٥ |
١١+ ٨٠ ، ٣٠ |
٥+ ٣٢ |
٦+ ٩٠ ، ١٦ |
ظهرا+ ٦٠ ، ٣١ |
٦+ ٩٠ ، ٣٠ |
٧+ ٨٠ ، ١٩ |
١+ ٥٠ ، ٣٢ |
٧+ ٤٠ ، ٢٦ |
٨+ ٢٢ |
٢+ ٧٠ ، ٣٢ |
٨+ ٢٠ ، ٢٦ |
٩+ ٤٠ ، ٢٦ |
٣+ ٨٠ ، ٣٣ |
٩+ ٨٠ ، ٢٥ |
منطقة كاف ـ إثرا مثيرة للاهتمام إذ إنها الأقل ارتفاعا بين حوران والجوف. وهنا تنتهي الجداول النازلة من حوران ، والشعيب القادم من الجنوب يجري في خماد ووادي سرحان. هذا ما يفسر أيضا بقاء منسوب الينابيع ثابتا بالرغم من ندرة الأمطار. وهذا المنسوب ليس كبيرا كما رأينا أعلاه ويكفي لسقي ٤٥٠ نخلة.
ومن خلال معدل الضغط الجوي في كاف أدركت أن ارتفاعها ٤٩٨ مترا.
لا استطيع مغادرة هذه الواحة من دون ذكر غوارماني (٢) مر بها عام ١٨٦٤ وذكر أن. كاف التي دمرت في القرن الخامس عشر وأعيد بناؤها في القرن الثامن عشر ، كانت فيما مضى محطة للقوافل من دمشق إلى المدينة. وبالإضافة إلى كاف التي يقدر سكانها ب ٢٥٠ نسمة وإثرا التي يطلق عليها اسم ايتيرا وعدد سكانها ٣٠٠ نسمة ،
__________________
(١) أنظر : أحمد شرف الدين : «المدن والأماكن الأثرية في شمال وجنوب الجزيرة العربية» ص ٣٤ ، ٣٥ [المترجم].
(٢)Itineraire de Jerusalem au Neged Septentrional par M. Guarmani, Bulletin de la socie te de Geog ـ raphie, Septembre ٥٦٨١ (