منصور الشيباني (١) الصحابي من طالت صحبته وكثر مكثه وجلوسه معه مستفيدا منه. قال النووي : مذهب الأصوليين مبني على مقتضى العرف ، فإنّ العرف مخصّص اسم الصحبة بمن كثرت صحبته واشتهرت متابعته.
فائدة :
لا خفاء في رجحان رتبة من لازمه صلىاللهعليهوسلم وقاتل معه أو قتل تحت رايته على من لم يلازمه أو لم يحضر معه مشهدا ، وعلى من كلّمه يسيرا أو ماشاه قليلا أو رآه على بعد أو في حال الطفولية ، وإن كان شرف الصحبة حاصلا للجميع ، ومن ليس [له] (٢) منهم سماع من النبي عليهالسلام فحديثه مرسل من حيث الرواية ، وهم مع ذلك معدودون في الصّحابة لما نالوا من شرف الرؤية.
فائدة :
يعرف كونه صحابيا بالتواتر أو الاستفاضة أو الشهرة أو بإخبار بعض الصحابة أو بعض ثقات التابعين أو بإخباره عن نفسه بأنّه صحابي إذا كانت دعواه تدخل تحت الإمكان بأن لا يكون بعد مائة سنة من وفاته صلىاللهعليهوسلم. واعلم أنّ الصّحابة كلهم عدول في حقّ رواية الحديث ، وإن كان بعضهم غير عدل في أمر آخر. هذا كله خلاصة ما في شرح النخبة وشرحه وجامع الرموز والبرجندي ومجمع السلوك وغيره.
الصّحّة : [في الانكليزية] Health ، exactitude ، Well ـ founded ، validity ـ [في الفرنسية] Sante ، exactitude ، bien ـ fonde ، validite
بالكسر وتشديد الحاء في اللغة مقابلة للمرض. وتطلق أيضا على الثبوت وعلى مطابقة الشيء للواقع ، ذكر ذلك المولوي عبد الحكيم في حاشية الخيالي في بحث أنّ الإلهام ليس من أسباب المعرفة بصحة الشيء.
قال الحكماء : الصّحة والمرض من الكيفيات النفسانية. وعرّفهما ابن سينا في الفصل الأول من القانون بأنّها ملكة أو حالة تصدر عنها الأفعال الموضوع لها سليمة أي غير مئوفة. فقوله ملكة أو حالة إشارة إلى أنّ الصّحة قد تكون راسخة وقد لا تكون كصحة الناقة.
وإنما قدمت الملكة على الحالة مع أنّ الحالة متقدّمة عليها في الوجود لأنّ الملكة صحة بالاتفاق ، والحالة قد اختلف فيها. فقيل هي
صحة ، وقيل هي واسطة. وقوله تصدر عنها (٣) أي لأجلها وبواسطتها. فالموضوع أي المحلّ فاعل للفعل السليم ، والصحة آلة في صدوره عنه. وأما ما يقال من أن فاعل أصل الفعل هو الموضوع وفاعل سلامة هو الحالة أو الملكة فليس بشيء ، إلاّ أن يؤوّل بما ذكرنا. والسليم هو الصحيح ، ولا يلزم الدور لأنّ السلامة المأخوذة في التعريف هو صحة الأفعال.
والصحة في الأفعال محسوسة ، والصحة في البدن غير محسوسة ، فعرّف غير المحسوس بالمحسوس لكونه أجلى. وهذا التعريف يعمّ صحة الإنسان وسائر الحيوانات والنباتات أيضا إذ لم يعتبر فيه إلاّ كون الفعل الصادر عن الموضوع سليما. فالنبات إذا صدرت عنه أفعاله من الجذب والهضم والتغذية والتنمية والتوليد سليمة وجب أن يكون صحيحا. وربّما تخصّ الصحة بالحيوان أو الإنسان فيقال هي كيفية لبدن الحيوان أو الإنسان الخ ، كما وقع في
__________________
(١) ابو منصور الشيباني : هو عبد الرحمن بن المحدث أبي غالب محمد بن عبد الواحد بن حسن بن منازل الشيباني البغدادي القزاز. ولد عام ٤٥٣ ه ومات عام ٥٣٥ ه. راوي تاريخ بغداد للخطيب. من كبار العلماء وقد مدحه العلماء. سير اعلام النبلاء ٢٠ / ٦٩ ، اللباب ٢ ٦٧ ، مرآة الزمان ٨ / ١٠٧ ، العبر ٤ ٩٥ ، شذرات الذهب ٤ / ١٠٦.
(٢) [له] (+ م ، ع)
(٣) بها (م)