هو البخار الرطب وهو أنهما فى أكثر الأمر يتمانعان ، والسنة التي يكثر فيها المطر لكثرة البخار الرطب ، تقل الريح ، والسنة التي تكثر فيها الرياح ، تكون سنة جدب وقلة مطر ، لكنه كثيرا ما يتفق أن يعين المطر على حدوث الريح ، تارة بأن يبل الأرض أو يمنع حدوث البخار الدخانى ، وقد تعين الريح على تولد المطر بأن تجمع السحاب ، وتسمى الرياح التي تعين على المطر ، "رياح سحابية".
أرأيت كيف يحدد المعلم الثالث العلاقة بين الرياح والمطر ، وكيف أن السبب فى حدوث الرياح تخلخل جهة من الهواء للسخونة ، وأن الرياح والمطر يتمانعان ، ولكنه يستدرك أنه كثيرا ما يتفق أن يعين المطر على حدوث الريح ، إما بأن يبل الأرض أو يمنع حدوث البخار الدخانى ، أو تعين الريح على تولد المطر ، وعند ما تكون الريح سحابية ، وهذا كلام علمى جميل يليق بالشيخ الرئيس.
(ل) البرق والرعد :
ويختتم الرئيس كلامه فى المعادن والآثار العلوية ، بقوله فى البرق والرعد ، البرق ترى والرعد يسمع ولا يرى ، فإذا كان حدوثهما معا ، رؤى البرق فى آن وتأخر سماع الرعد ، لأن مدى البصر أبعد من مدى السمع. وليت شيخنا اكتفى بهذا التعبير العلمى الصحيح الدقيق ، ولكنه أضاف ، فإن البرق يحس فى الآن بلا زمان .. ؛ فقد أبطل نظرية السرعة الآنية للضوء العالم الطبيعى العربى الأشهر "ابن الهيثم" الذي أثبت بالتجربة أن للضوء زمانا ، وسرعة معينة ، ولعله أول من قال بذلك من العلماء. يقول ابن سينا : "والرعد الذي يحدث مع البرق يحس بعد زمان. لأن الإبصار لا يحتاج إلا إلى موازاة وإشفاف ، وهذا لا يتفق وجوده بزمان ، وأما السمع فيحتاج فيه إلى تموج الهواء ، أو ما يقوم مقامه. وهو بذلك يقول بانتقال الصوت فى الهواء وفى الأجسام الأخرى سواء كانت صلبة أو سائلة ، وأنه يحتاج إلى وقت معين وبسرعة معينة حتى ينتقل الصوت إلى السمع ، يقول وكل حركة فى زمان.