عليه الأمر كان ينظر للأسلوب كمعيار حاسم بالإضافة لبعض المسلمات التاريخية التي أوردها القرآن الكريم نفسه ، ومستعينا بالروايات الحديثة من جهة أخرى ، ومراعيا الحالات النفسية التي نزل فيها النص القرآني.
ومن عيوب طريقة «بلاشير» هذه أنه لم يعتمد في السيرة النبوية إطلاقا سواء التي ألفها المسلمون أو الغربيون (١).
٩ ـ محاولة «ريتشارد بل» :
ظهرت محاولته في ترجمته التي نشرت سنة ١٩٣٧ م ، ١٩٣٩ م وكان عمله قائما على الوحدة الأصلية للتنزيل وهي الفقرة القصيرة ، لذا قام بتشريح كل سورة للأجزاء ، التي تتكون منها مراعيا الأسلوب ليستدل منها على التاريخ النسبي للفقرات. حيث اتفق مع «نولديكه» على أن الآيات القصار الحاسمة السجع المدروس عادة تنتمي إلى مرحلة أكبر من المرحلة التي تنتمي إليها الآيات الطويلة الممتدة. والسجع الذي يتكون بطريقة ألية من خلال النهايات النحوية.
وكان عمله هذا أخطر ما قدمه عالم غربي حيث شكك في النص القرآني بصورة لا يرضاها من ينظر في النص القرآني نظرة علمية حيادية مجردة من كل ميل. لذا اعتبر بعض المواطن ناقصة من أجل ذلك أضاف الجمعة لها (تكملات بديلة) أي فقرات لسد النقص وترقيعات واضحة كما هو واضح في آيات البعث (٢).
ولكن «واط» مع ما وضعه لنفسه من ضوابط إلا أنه عجز في كثير من المواطن عن حل بعض المعضلات (٣).
وقد اعتمد «واط» في عمله في ترقيم الآيات على ترتيب «فلوجل»
__________________
(١) مقدمة القرآن ـ بلاشير ص ٢٦٤.
(٢) مقدمة القرآن ـ واط ص ١٢٣.
(٣) مقدمة القرآن ـ واط ص ١١٢ ـ ١١٣.