ومما انشد لغيره ـ في كتابه الكشاف عند تفسير قوله تعالى في سورة البقرة (إن شاء الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها) ـ :
يا من يرى مد البعوض جناحها |
|
في ظلمه الليل البهيم الأليل |
ويرى عروق نياطها في نحرها |
|
والمخ في تلك العظام النحل |
اغفر لعبد تاب عن فرطاته |
|
ما كان منه في الزمان الأول |
وقيل إن الزمخشري أوصي أن تكتب على لوح قبره هذه الأبيات :
ومن كلامه رضي الله عنه :
زمان كل حب فيه خب |
|
وطعم الخل خل لو يذاق |
لهم سوق بضاعته نفاق |
|
فنافق فالنفاق له نفاق |
ومن كلامه :
سهرى لتنقيح العلوم ألذلى |
|
من وصل غانية وطيب عناق |
وتمايلى طربا لحل عريصة |
|
أشهى وأحلى من مدامة ساق |
وصرير أقلامي على أوراقها |
|
أحلى من الدوكاء والعشاق |
والذ من نقر الفتاة لدفها |
|
نقرى لألقى الرمل عن أوراق |
أأبيت سهران الدجى وتبيته |
|
نوما وتبغى بعد ذاك لحاق |
ومن كلامه :
إذا سألوا عن مذهبي لم أبح به |
|
واكتمه كتمانه لي أسلم |
فإن حنيفا قلت قالوا بأنني |
|
أبيح الطلا وهو الشراب المحرم |
وإن مالكيا قلت قالوا بأنني |
|
أبيح لهم أكل الكلاب وهم هم |
وإن شافعيا قلت قالوا بأنني |
|
أبيح نكاح البنت والبنت تحرم |
وإن حنبليا قلت قالوا بأنني |
|
ثقيل حللولي بغيض مجسم |
وإن قلت من أهل الحديث وحزبه |
|
يقولون تيس ليس يدري ويفهم |
تعجبت من هذا الزمان وأهله |
|
فما أحد من ألسن الناس يسلم |
وأخرني دهري وقدم معشراً |
|
على أنهم لا يعلمون وأعلم |
ومذ أفلح الجهال أيقنت أنني |
|
أنا الميم والأيام أفلح أعلم |