الشفقة إلى المستفيدين ؛ وقطع المطامع عنهم ، وإفاضة المبار والصنائع عليهم ؛ وعزة النفس والرب بها عن السفاسف الدنيات ، والإقبال على خويصيّ والاعراض عما لا يعنيني ؛ فجللت في عيونهم وغلطوا في ونسبوني إلى ما لست منه في قبيل ولا دبير ؛ وما أنا فيما أقول بهاضم لنفسي كما قلا الحسن البصري رحمه الله تعالى ـ في قول أبى بكر الصديق رضوان الله عليه «وليتكم ولست بخيركم» إن المؤمن ليهضم نفسه وإنما صدقت الفاحص؟ وعن كنه روايتي ودرايتي ومن لقيت وأخذت عنه وما بلغ علمي وقصاري فضلى وأطلعته طلع أمرى وأفضيت إليه بخيبه سرى ، وألقيت إليه عجري وبجري ، وأعلمته نجمي وشعري. وأما المولد فقرية مجهولة من قرى خوارزم تسمى زمخشر ، وسمعت أبى رحمه الله تعالى يقول اجتاز بها أعرابي فسأل عن اسمها واسم كبيرها فقيل له زمخشر فقال : لا خير في شر ورد، ولم يلعم بها ، ووقعت الميلاد شهر الله الأصم في عام سبع وستين وأربعمائه والله المحمود والمصلى على سيدنا محمد وآله وأصحابه. هذا آخر الاجازة. وقد أطال الكلام فيها ولم يصرح له بمقصود فيها ولا يعلم هل أجازه بعد ذلك أولا.
ومن شعره السائر قوله وقد ذكر السمعاني في الذيل قال : أنشدني أحمد بن محمو الخوارزمي إملاء بسمرقند قال : أنشدنا محمودد بن عمر الزمخشري لنفسه بخوارزم :
ألا قل لسعدى ما لنا فيك من وطر |
|
وما فمطلين النجل من أعلين البقر |
فإنا اقتصرنا بالذين تضايقت |
|
عيونهم والله يزى من اقتصر |
مليح ولكن عنده كل جفوة |
|
ولم أر في الدنيا صفاء بلا كدر |
ولم أنس اذ غازلته قرب روضة |
|
إلى قرب حوض فيه الماء منحدر |
فقلت له جنني بورد وإنما |
|
أردت به ورد الخدود وما شعر |
فقال انتظرني رجع طرف أجي به |
|
فقلت له هيهات مالى منتظر |
فقال ولا ورد سوى الخد حاضر |
|
فقلت له إنى قنعت بما حضر |
ومن شعره يرثى شيخه أبا مضر المذكور أولا :
وقائله ما هذه الدور التي |
|
تساقط من عينيك سمطين سمطين |
فقلت هو الدو الذي كان قد حثما |
|
أبو مضر أذنى تساقط من عيني |