فإن قلت : هل يجوز أن يقال : قرأت سورة البقرة أو قرأت البقرة. قلت : لا بأس بذلك. وقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم «من آخر سورة البقرة» و «خواتيم سورة البقرة» و «خواتيم البقرة(١).
وعن علىّ رضى الله عنه «خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش».
وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنهما أنه رمى الجمرة ثم قال «من هاهنا ـ والذي لا إله غيره ـ رمى الذي أنزلت عليه سورة البقرة» (٢).
ولا فرق بين هذا وبين قولك سورة الزخرف وسورة الممتحنة وسورة المجادلة. وإذا قيل : قرأت البقرة ، لم يشكل أنّ المراد سورة البقرة كقوله : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ). وعن بعضهم أنه كره ذلك وقال : يقال قرأت السورة التي تذكر فيها البقرة.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «السورة التي تذكر فيها البقرة فسطاط القرآن فتعلموها فإنّ تعلمها بركة وتركها حسرة ولن تستطيعها البطلة. قيل : وما البطلة؟ قال : السحرة» (٣)
__________________
(١) تقدما جميعا قريبا ، ولمسلم من حديث مرة بن شراحيل الطبيب عن ابن مسعود : أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً : الصلوات الخمس ، وخواتيم سورة البقرة ـ الحديث. وله عن ابن عباس : بينما جبريل عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نزل ملك ـ الحديث وفيه : فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة.
(٢) متفق عليه من رواية الأعمش : سمعت الحجاج بن يوسف على المنبر يقول : السورة التي يذكر فيها البقرة والسورة التي يذكر فيها آل عمران. والسورة التي يذكر فيها النساء. قال : فذكرته لإبراهيم فقال : حدثني عبد الرحمن ابن يزيد أنه كان مع ابن مسعود حين رمى جمرة العقبة ... الحديث.
(٣) ذكر أبو شجاع الديلمي في الفردوس. من حديث أبى سعيد الخدري : والمسألة في صحيح مسلم من حديث أبى أمامة مرفوعا : اقرأوا سورة البقرة فان أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة. قال معاوية أحد رواته :
المعنى أن البطلة السحرة. وفي الباب عن بريدة عند الثعلبي والبغوي.
(تنبيه) المصنف ذكر حديث أبى سعيد مستدلا به ان قال : السورة التي يذكر فيها كذا. ولما قبله على الجواز.
فانه من المرفوع ما رواه الطبراني في الأوسط في المحمدين وابن مردويه في تفسيره من حديث موسى بن أنس بن مالك عن أبيه رفعه : «لا تقولوا سورة البقرة ولا سورة آل عمران ، وكذا القرآن كله ، ولكن قولوا السورة التي يذكر فيها البقرة والتي يذكر فيها آل عمران» وكذا القرآن كله ، وفي إسناد عيسى بن ميمون أبو سلمة الخواص ، وهو ساقط.