اصبروا على الدين وتكاليفه (وَصابِرُوا) أعداء الله في الجهاد ، أى غالبوهم في الصبر على شدائد الحرب لا تكونوا أقل صبراً منهم وثباتا. والمصابرة : باب من الصبر ذكر بعد الصبر على ما يجب الصبر عليه ، تخصيصا لشدته وصعوبته (وَرابِطُوا) وأقيموا في الثغور رابطين خيلكم فيها ، مترصدين مستعدين للغزو. قال الله عز وجل : (وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ) وعن النبي صلى الله عليه وسلم «من رابط يوما وليلة في سبيل الله كان كعدل صيام شهر (١) وقيامه ، لا يفطر ، ولا ينفتل عن صلاته إلا لحاجة».
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ سورة آل عمران أعطى بكل آية منها أمانا على جسر جهنم» (٢)
وعنه عليه الصلاة والسلام : «من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى الله عليه وملائكته حتى تحجب الشمس» (٣).
__________________
(١) أخرجه أحمد وابن أبى شيبة من حديث سلمان أتم منه ولابن حبان من حديث سلمان «رباط يوم وليلة في سبيل الله أفضل من صيام شهر وقيامه جاع لا يفطر ، وقام لا يفتر» وأصله في مسلم ، ووهم الحاكم فاستدركه.
(٢) أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات من حديث أبى بن كعب وسيأتى آخر الكتاب ، ورواه ابن مردويه من وجه آخر عن أبى بن كعب ، والواحدي في التفسير الأوسط من حديث أبى أمامة رضى الله عنه.
(٣) أخرجه الطبراني من حديث ابن عباس ، وإسناده ضعيف.