وهو من الأسماء المحذوفة الأعجاز : كيد ودم ، وأصله : سمو ، بدليل تصريفه : كأسماء ، وسمى ، وسميت. واشتقاقه من السمو ، لأنّ التسمية تنويه بالمسمى وإشادة بذكره ، ومنه قيل للقب النبز : من النبز بمعنى النبر ، وهو رفع الصوت. والنبز قشر النخلة الأعلى. فإن قلت : فلم حذفت الألف في الخط وأثبتت في قوله : باسم ربك؟ قلت : قد اتبعوا في حذفها حكم الدرج دون الابتداء الذي عليه وضع الخط لكثرة الاستعمال ، وقالوا : طولت الباء تعويضا من طرح الألف. وعن عمر بن عبد العزيز أنه قال لكاتبه : طوّل الباء وأظهر السنات ودوّر الميم. و (الله) أصله الإله. قال :
مَعَاذَ الالهِ أَنْ تَكُونَ كظَبْيَةٍ (١)
ونظيره : الناس ، أصله الأناس. قال :
إنَّ المَنايَا يَطَّلِعْ |
|
نَ عَلَى الأُنَاسِ الآمِنِينَا (٢) |
فحذفت الهمزة وعوّض منها حرف التعريف ، ولذلك قيل في النداء : يا الله بالقطع ، كما يقال :
__________________
ـ إليه والجملة حال من الراعي المرسل أو صفة لبازل ، وعليه فلم يبرز ضمير الفاعل لأمن اللبس. فهو أى البازل ؛ وينحو : أى يقصد بها ، والباء للظرفية أو للتعدية إلى المفعول به كذهبت بزيد ، ويجوز أن الضمير للراعي فالباء للتعدية فقط. وروى «نزلت» بدل «وردت» وهو يؤيد جعل الضمير للسورة ، وروى البيت الثاني قبل الأول.
والمعنى أرسل فيها الراعي ملتبساً بذكر اسم الله بازلا حال كونه يشوقه إليها باعفائه من العمل وحبسه عن الإبل ثم إرساله فيها ، فذلك البازل يقصد بها طريق يعرفه وهو طريق الضراب ، وعلم ما لا يعقل مجاز عن اهتدائه إلى منافعه ، على طريق الاستعارة التصريحية والمجاز المرسل ، أو شبهه بالعاقل على طريق المكنية ، فالعلم تخييل لذلك التشبيه. وكون اسمه تعالى في كل سورة ظاهر على القول بأن البسملة آية من كل سورة ، وإلا ورد مثل سورة العصر. وربما يدفع إيطاء القافية باختلافها في الفاعل وفي معنى المفعول وفي الحقيقة والمجاز.
(١) معاذ الاله أن تكون كظبية |
|
ولا دمية ولا عقيلة ربرب |
ولكنها زادت على الحسن كله |
|
كمالا ومن طيب على كل طيب |
للبعيث بن حريث في محبوبته أم السلسبيل ، يقال : عاذ عياذاً وعياذة ومعاذاً وعوذاً ، إذا التجأ إلى غيره ، فالمعاذ مصدر نائب عن اللفظ بفعله ، والدمية : الصنم والصورة من العاج ونحوه المنقوشة بالجواهر. وعقيلة كل شيء : أكرمه. والربرب : القطيع من بقر الوحش : شبه محبوبته بالظبية وبالدمية وبالعقلية في نفسه ، ثم وجدها أحسن منها فرجع عن ذلك والتجأ إلى الله منه كأنه أثم ؛ أو المعنى لا أشبهها بذلك وإن وقع من الشعراء. وأتى بلا المؤكدة لما قبلها من معنى النفي أى ليست كظبية ولا دمية ولا عقيلة ربرب ولكنها زادت كمالا على الحسن المعروف كله ، أو زادت على الحسن الحسى كمالا معنويا ، وزادت من الطيب على كل طيب.
(٢) شبه المنايا بأناس يبحثون عمن استحق الموت على طريق المكنية والاطلاع تخييل. والمعنى : أن المنايا تأتى الناس على حين غفلة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها. والأناس : اسم جمع لا واحد له من لفظه ، مأخوذ من الإيناس وهو الأبصار لظهورها ، أو من الأنس ضد الوحشة. والآمنون : الغافلون عن مجيء المنايا ، فهو مجاز مرسل.