١ ـ المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحروف في بعض حقائقها رموز للأصوات ، فكل حرف يمثل صوتا معينا ومجموع هذه الأصوات يختص جميع اللغات في العالم.
فاللغة العربية مثلا لديها ثمانية وعشرون حرفا ، والمعتقد أن بقية لغات العالم لديها عدد مماثل أو مقارب.
إن أصوات تلكم الحروف هي الأساس الذي تقوم عليه جميع لغات العالم التي يتفاهم بها جميع الناس في الكرة الأرضية ، على الرغم من اختلاف تلكم اللغات في تركيب الألفاظ والمعاني ، إن تلك الأمور تشعرنا بكل وضوح بوحدة اللغات قبل تشعبها وتفرعها إلى لغات عديدة ، الأمر الذي يدل على وحدة الخالق سبحانه وتعالى الذي وهب اللغة الأصلية وكذلك اللغات الفرعية ما شاء من إمكانات وقابليات وقدرات ، احتضنت جميع العلوم على اختلافها في الضروب في العالم أجمع ، منذ أقدم العصور وحتى يومنا هذا ، وستبقى كذلك إلى ما شاء الله سبحانه وتعالى.
فما هي حقيقة هذا الحرف؟! وهل استطاع العلماء الوصول إلى معرفة تلك الحقيقة؟! أم ما زالوا يبحثون عنها ولم يصلوا إلى كنهها؟ كما أراد الله سبحانه وتعالى؟.
إن الجواب على هذه التساؤلات ما زال صعب المنال ، ومن هنا سيظل الحرف لغزا لا يفهمه إلا القليلون من العرفانيين الذين أودعهم الله سبحانه بعض أسرار الحروف.