المواضيع هنا ، لأن ما تحدثنا عنه هناك نحتاج إلى أن ننقله مرات ومرات في هذا التفسير ونحن في الأصل نعتبر سلسلة الأصول الثلاثة مقدمة لهذه السلسلة (الأساس في المنهج).
٣ ـ استطاع المفسرون القدامى أن يسبقوا عصرهم إلى حد ما في فهم قوله تعالى : (وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً.) إلا أن تفصيلات كثيرة في شأن الكون في عصرنا أعطتنا تصورا أكثر وضوحا لهذه الآية : هذه التفصيلات تدلنا على أن في هذه السورة ـ زيادة على إعجازها العام ـ معجزات أخرى ، لقد عرف الناس في عصرنا أن السحاب أنواع ، بعضه فيه كهربائية سالبة ، وبعضه فيه كهربائية موجبة ، وأن للرياح دورا في الجمع بين أنواع السحاب ، ولقد رأينا أن ابن كثير ذكر موضوع تلقيح الشجر بواسطة الرياح وهي قضية عرف عصرنا كثيرا من أسرارها.
كلمة في السياق :
ـ جاءت هذه المجموعة تتحدث عن أدلة وجود الله عزوجل ، وعن آيات الله الحق في هذا الكون بما تقوم به الحجة على الكافرين ، فبعد أن ذكر الله عزوجل في المجموعة الأولى موقف الكافرين من الرسالة والرسول والوحي ، جاءت هذه المجموعة لتنسف مواقف الكافرين من أساسها ، ومن هذا الجانب ندرك الصلة بين المجموعة وما سبقها.
ـ بعد مقدمة سورة البقرة جاء قوله تعالى (يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَالسَّماءَ بِناءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ) والملاحظ أن المجموعة التي مرّت معنا تحدثت عن الأرض والسماء والثمرات وهذا يؤكد ما ذكرناه من أن سورة الحجر تفصّل في مقدمة سورة البقرة وبعض امتدادات معانيها ، فسورة الحجر لها سياقها الخاص وهي تفصّل في محورها الخاص وامتداداته لتؤدي دورها في قسمها ومع مجموعتها.