تذكّر بالمعاني الرئيسية في سورة البقرة التي أوصلت إلى قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) إنها تذكر بالمعاني نفسها ، لتوصل إلى المعاني التي وردت في السور الأربع اللاحقة ، التي تفصّل في الدوافع والصوارف التي تؤثر في حمل الإسلام كله.
من هذا ندرك أن لسورة الحجر سياقها الخاص وأنها مرتبطة ارتباطا مباشرا بمحورها من سورة البقرة. وأنها تفصّل. في امتدادات هذا المحور على ترتيب وروده في سورة البقرة. وأنّها تأخذ محلها ضمن قسمها (قسم المئين) وأنها تؤدي دورا خاصا ضمن مجموعتها في قسم المئين.
وهذا بعض ما في القرآن من إعجاز ، وبعض ما في سورة الحجر من معجزات.
المجموعة الرابعة
وتمتدّ من الآية (٢٦) حتى نهاية الآية (٤٨) وهذه هي :
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (٢٦) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ (٢٧) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (٢٨) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (٢٩) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٣٠) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (٣١) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (٣٢) قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (٣٣) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (٣٤) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ (٣٥) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ