وكلامنا فى المستقبل ، فهذه زيادة فى آخر الكتاب تجىء على قول الفرّاء دون سيبويه وأصحابه ، من عطف الظاهر المجرور على المضمر المجرور ، يذهب إليه فى عدة آي :
منها قوله : (وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ) (١) ، يحمل جر «المسجد» على «الهاء».
ومنها قوله : (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ) (٢) ، فيمن قرأها بالجر.
ومنها قوله : (قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ) (٣)
ومنها قوله : (لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي) (٤) ، يحمل «أخى» على «الياء» فى «نفسى».
ومنها قوله : (وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ) (٥) ، يحمل «من» على «الكاف والميم».
ونحن ذكرنا الأجوبة فى هذا الكتاب وأبطلنا مقالته أن سيبويه (٦) لا يجيز : مررت به وزيد ، حتى يقول : وبزيد ، بإعادة الباء ، لأنه لا يقال : بزيد و«ك» ، / حتى تقول : «وبك» فأخذ هذا من ذاك ، ولأن حرف الجر لا ينفصل عن المجرور ، والتأكيد فى هذا مخالف للعطف ، لأنه يجيز : مررت بك نفسك ، لأنه يجوز : مررت بنفسك ، ولا يجوز : مررت
__________________
(١) البقرة : ٢١٧.
(٢) النساء : ١.
(٣) النساء : ١٢٧.
(٤) المائدة : ٢٥.
(٥) الحجر : ٢٠.
(٦) الكتاب (١ : ٣٨٩)