نخلة اليسوعيّ. ونلاحظ ظهور عبارة «المترادف» لأوّل مرّة في هذا النّوع من معاجم المعاني ، وسنعرض لكلّ من هذه المعاجم بوصف موجز.
كتاب نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد :
يقول مؤلّف الكتاب ـ إبراهيم اليازجي ـ في مقدّمة كتابه ، بعد أن نعى على المحدثين ضعفهم في اللّغة العربيّة «على أنّنا لا ننكر أنّ اللّغة في هذا العصر قد انتعشت من عثارها وأخذ المتأدّبون في إحياء ما درس من معالمها وطمس من آثارها ... بيد أنّهم ربّما قعدت بهم الذّرائع عن الوقوع على ضالّتهم من اللّفظ الفصيح ، وأعوزتهم القوالب في تصوير ما يتمثّل لهم من الخواطر على الأسلوب العربيّ الصّحيح ... ولذلك رأيت أن أخدم المشتغلين بهذه الصّناعة ... بأن أجمع لهم من مترادف ألفاظ هذه اللّغة وتراكيبها ما يجعل نادّها منهم على حبل الذّراع ، ويسدّد أقلامهم للجري على محكم أسلوبها ...» (صص ، و ، ط).
ويشتمل الكتاب بجزأيه على ثمانية أبواب في كلّ منها عدد من الفصول ، ممّا يذكّرنا ب (فقه اللّغة وسرّ العربيّة) للثّعالبي. غير أنّ التّقسيمات الرئيسة هنا أقلّ عددا ممّا نجد في كتاب الثّعالبي.
والأبواب الثّمانية هي :
١ ـ «في الخلق وذكر أحوال الفطرة وما يتّصل بها» ويتبعه «تتمّة في الحواسّ وأفعاله وما يتعلّق بها».
٢ ـ «في وصف الغرائز والملكات وما يأخذ مأخذها ويضاف إليها».
٣ ـ «في الأحوال الطبيعيّة وما يتّصل بها ويذكر بها».
٤ ـ «في حركات النّفس وانفعالاتها وما يلحق بها».
٥ ـ «في الأصول والأنساب والطّبقات وما يتّصل بها ويضاف إليها».
٦ ـ «في العلم والأدب وما إليهما».
٧ ـ «في سياقة أحوال وأفعال شتّى ممّا يعرض في الألفة والمجتمع والتّقلّب والمعاش».
٨ ـ «في معالجة الأمور وذكر أشياء من صفاتها وأحوالها».
ويتراوح عدد الفصول في كلّ باب بين ١٠ (في الباب الثاني) و ٤٧ فصلا (في الباب السابع). وكمثال على محتويات الفصول نجد أنّ المؤلّف يعالج في الباب السادس «في العلم والأدب وما إليهما» موضوعات مثل : «العلم والعلماء ، الأدب ، الحفظ ، التّأليف ، الفصاحة ، البلاغة ...». وفي الباب الرابع «في حركات النّفس وانفعالاتها وما يلحق بها» نجد : «في السّرور والحزن ، في الضّحك والبكاء ، الصّبر والجزع ، ... المداهنة والخداع ...».