الفصول ، تتراوح بين ٣ فصول كما في «الباب الثالث : في الأشياء التي تختلف أسماؤها وأوصافها اختلاف أحوالها» و ٤٩ فصلا ، كما نجد في «الباب الثالث والعشرون : في اللّباس وما يتّصل به ، والسّلاح وما ينضاف إليه ، وسائر الآلات والأدوات وما يأخذ مأخذها».
وتعالج أبواب الكتاب موضوعات مثل : «في صغر الأشياء وكبارها وعظامها وضخامها» ، «في سائر الأحوال والأوصاف المتضادّة» ، «في أسنان الناس والدّوابّ» ، «في الحركات والهيئات والأشكال وضروب الرّمي والضّرب» ، «في الجماعات» ، «في الآثار العلويّة وما يتلو الأمطار من ذكر المياه وأماكنها» ، «في الحجارة» وغيرها من مظاهر البيئة ...
المخصّص :
وممّا يدلّ على عبقريّة العرب المسلمين في هذا المضمار أن يؤلّف لغويّ ضرير من الأندلس ـ ابن سيده ، عليّ بن إسماعيل (٣٩٨ ـ ٤٥٩ ه) ـ معجما طبع في ١٧ جزءا ، هو كتاب (المخصّص) الذي سار في تأليفه على نهج بن سلّام. وهذا المعجم هو أكبر معاجم المعاني العربيّة. يقول عنه أحمد مختار عمر : «وهذا المعجم أوفى وأشمل معجم من معاجم المعاني في تاريخ اللّغة العربيّة. وقد استعان ابن سيده في تأليفه بكلّ ما كتب قبله تقريبا من مؤلّفات الغريب والمصنّف والصّفات والألفاظ والمعاجم اللّغويّة وكتب اللّغة المختلفة ، ولذا جاء شاملا وافيا ...».
«والمعجم مقسّم إلى أبواب رئيسيّة بحسب الموضوعات وتحت كلّ باب مجموعة من التّقسيمات الفرعيّة كما يبين من المثال التالي : كتاب خلق الإنسان ـ كتاب اللّباس ـ كتاب الطّعام ... وتحت كتاب خلق الإنسان نجد : باب الحمل والولادة ـ أسماء ما يخرج مع الوالد ـ الرّضاع والفطام والغذاء وسائر ضروب التّربية ـ الغذاء السّيّئ للولد ... الرّأس ـ ومن صفات الرّأس ـ الحاجب ـ العين وما فيها ... ـ الأنف ... ـ الشّفة وما يليها من الذّقن ...» (البحث اللّغويّ عند العرب ، ص ١٨٦).
ويتميّز (المخصّص) عن معاجم المعاني الأخرى بتوسّعه الكبير في تناول المادّة اللّغويّة ، حيث لا يكتفي بذكر الكلمات ومعانيها وسياقاتها المختلفة ، بل إنّه «يؤيّد رواياته الكثيرة بشواهده المنظومة والمنثورة ، ويعزّز ما يورده بآي من القرآن الكريم والحديث الشّريف ومأثور الأمثال ، ويستطرد إذا برقت بارقة أمل في الاستطراد ، يشرح ما نال الكلمة من إعلال وإبدال ، ويسوق في هذه السّبيل ما سقط من أقوال الأئمّة ...» (موسى والصّعيدي في «مقدّمة الطّبعة الأولى» لكتاب (الإفصاح في فقه اللّغة) : صص ، ط ، ي).
من معاجم المعاني الحديثة :
في العصر الحديث صدر عدد من معاجم المعاني من أشهرها : (الرافد) لأمين آل ناصر الدّين و (كتاب نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد) لإبراهيم اليازجي ، و (الإفصاح في فقه اللّغة) لحسين يوسف موسى وعبد الفتّاح الصّعيدي ، و (المنجد في المترادفات والمتجانسات) لرفائيل