مقدمة سورة طه
وتتألف من ثماني آيات ، وهذه هي :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(طه (١) ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى (٢) إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى (٣) تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى (٤) الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى (٥) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى (٦) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى (٧) اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى (٨))
التفسير :
(طه* ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى.) أي بل لتسعد ، فالذين يظنون أن اتباع القرآن شقاء واهمون وخاطئون وكاذبون ، ففي الآية دعوة إلى الإيمان بالقرآن ورد على مزاعم الكافرين في شأنه وتذكير بالنعمة في إنزاله. قال قتادة تعليقا على الآية : (لا والله ما جعله شقاء ولكن جعله رحمة ونورا ودليلا إلى الجنة) ثم ذكر الله حكمة من حكم إنزاله فقال : (إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى.) أي لكن أنزلناه تذكرة لمن يخاف الله ، أو لمن يؤول أمره إلى الخشية.
قال ابن كثير : (إن الله أنزل كتابه ، وبعث رسوله ، رحمة رحم بها عباده ؛ ليتذكر ذاكر ، وينتفع رجل بما سمع من كتاب الله ، وهو ذكر أنزل الله به حلاله وحرامه). أقول : دلت الآيتان على أن السعادة في التزام كتاب الله ، ولا سعادة بدونه ، وهو موضوع ستفصله السورة كثيرا ـ كما سنرى ـ وعلى أن هذا القرآن من خصائصه أنه