ورد لفظ المنى فى القرآن الكريم فى ثلاثة مواضع. ويطلق لفظ المنى على الإفرازات التناسلية للرجل والتى تفرزها الخصية والبروستاتا والحويصلة المنوية. والمنى مكون من شيئين :
الأول : هو الحيوانات المنوية التى تتكون من القنوات المنوية فى الخصية .. وهى ذاتها المسماة بالنطفة.
والثانى : هو السائل المنوى الذى يحمل هذه الحيوانات ويغذيها والذى تسبح فيه حتى تصل إلى الرحم (١).
وتعالوا بنا نتجول مع النطفة فى رحلة تطوراتها ، التى تبدأ من الحوين المنوى والبييضة وتنتهى بالحرث والانغراس.
يقول سبحانه فى سورة الطارق (٦) (خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ.) وتلك حقيقة علمية مؤكدة وهى أن ماء الرجل يخرج متدفقا. سبحان الله الذى خلق وقال فى وصف الماء بأنه دافق ، أسند التدفق للماء نفسه ، وهو ما يعنى أن للماء قوة دفق ذاتية.
ومن الأمور المعروفة والثابتة أن الدفقة الواحدة من المنى تحمل مائتى مليون حيوان منوى ، (شكل ١٠) وأن الذى يلقح البييضة هو واحد فقط من كل هذه الملايين من الحيوانات المنوية.
وكما أن هناك اختيارا واصطفاء للحيوان المنوى ، فهناك أيضا اختيار واصطفاء للبييضة. فنجد أن مبيض الطفلة ، وهى جنين فى بطن أمها ، يحتوى على ستة ملايين بييضة ، يموت الكثير منها عند خروج الطفلة إلى الحياة. ويتواصل اندثار هذه البييضات إلى أن تبلغ الفتاة المحيض فلا يتبقى لديها سوى ثلاثين ألفا. ولا يزيد عدد ما ينمو منها ويخرج من المبيض عن أربعمائة بييضة فى حياة المرأة كلها.
وقد احتاج العلم الحديث إلى قرون طويلة لكى يثبت فى النهاية ما قاله القرآن ، وهو أن المنويات التى يحتويها ماء الرجل لا بد أن تكون حيوية متدفقة متحركة كشرط أساسى للإخصاب. وأثبت العلم أيضا أن ماء المرأة الذى يحمل البييضة
__________________
(١) خلق الإنسان بين الطب والقرآن. د. محمد على البار.