ولفظ «السلالة» ـ من الناحية اللغوية ـ يأتى بمعان منها :
* انتزاع الشىء وإخراجه فى رفق.
* ويعنى أيضا السمكة الطويلة.
وبنظرة فاحصة إلى الحوين المنوى نجد أنه «سلالة» تستخلص من ماء الرجل ، وعلى شكل السمكة الطويلة (شكل ١٢) ، ويستخرج برفق من الماء المهين.
والتسلل هو التحرك فى خفاء ، والسلالة هى ما يحرك فى خفاء. والخفاء قد يتعلق بالشىء ذاته ، وقد يتعلق بالحركة ، وقد يكون كلاهما خفيا. والشىء يكون خفيا حين يكون مفرطا فى الصغر أو مفرطا فى الشفافية أو فى البعد أو حين يتخفى وراء غيره أو فى ثناياه. والحركة تكون مفرطة فى السرعة ، أو مفرطة فى البطء ، أو حين تحدث وراء ستار ، أو فى الظلام ، ولا تكون مصحوبة بما ينم عليها كالجلبة وشدة التأثير. وحين يكون التخفى بسبب بطء الحركة وانخفاض الصوت والتأثير فإنه قد يسمى (تلطفا).
تحركات عجيبة تشهدها عملية الإخصاب
تتحرك نطفة الرجل فى منيه صعودا وهبوطا من المهبل فعنق الرحم فالرحم نفسه ثم البوق (قناة المبيض) (شكل ١٣) ، وحتى الثلث الخارجى منه ، أما صيوان البوق ، وهو نهايته الخارجية المتسعة ، فإنه يقترب من المبيض ويتلقف الماء الدافق (منى المرأة) الذى يحوى نطفة المرأة ، وتسير هذه إلى الثلث الخارجى من البوق حيث تتم عملية المشج (الإلقاح) باتحاد نطفتى الذكر والأنثى وتكوين النطفة الأمشاج (البييضة المخصبة) ؛ التى تسير نحو الرحم فى رحلة عكسية أمدها ثلاثة أيام ، حيث تكون بطانته مهيأة تمام التهيؤ لا نغراس النطفة الأمشاج فيه ، حيث إنها تحفر لنفسها حفرة فيه ثم تنغلق عليها ؛ متمتعة بالتغذية المؤمنة والحماية الكاملة. والأمر اللافت للنظر أن فى البوق أهدابا تتحرك فيه نحو الجهة البرانية (الخارجية) حتى تسوق أنطاف الذكر نحو نطفة الأنثى (شكل ١٤) ، وأهدابا تتحرك فيه نحو الجهة الأنسية (الداخلية) منه لتسوق النطفة الأمشاج حيث قرارها المكين. وسبحان