فصل
في نوادر النساء والجواري
قال الجاحظ (١) :
مرّت امرأة بمجلس من مجالس بني تميم ، فتأملها قوم منهم ، فقالت : تبّا لكم ، يا بني تميم ، لا قول الله سمعتم ، ولا قول الشاعر اتبعتم ؛ قال الله تعالى : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ) (٢). وقال الشاعر :
فغضّ الطرف إنّك من نمير |
|
فلا كعبا بلغت ولا كلابا (٣) |
اجتمع مجلس في المدينة فيه نساء من الأشراف ، فلما أخذن في الأحاديث ، قالت حفصة بنت مروان بن الحكم لتامورة بنت عمرو بن العاص (٤) : من الذي يقول :
ما زلت ألثمها وأرشف ريقها |
|
حتى سكرت [و] (٥) ما شربت مداما |
فقالت : خيب (٦) الله سعى الفاسق المخزومي ـ تعني عمر (٧) بن أبي ربيعة ـ ؛ حللت به ، فحللت (بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ) (٨) ، تعني أنها لم تجد عنده هبوبا (٩) على النساء.
__________________
(١) الخبر في البيان والتبيين ٤ / ٣٩ مع فروق في الرواية ، وعلق عليه الجاحظ بقوله : (وأخلق بهذا الحديث أن يكون مولدا ، ولقد أحسن من ولده) والخبر في العمدة ١ / ٢٦.
(٢) في الأصل : يعصو .. والآية من سورة النور : ٣٠.
(٣) في الأصل : (فلا كعب) والبيت لجرير في ديوانه ص : ٧٥.
(٤) لم نقف على ترجمة حفصة وتامورة فيما تيسر بين أيدينا من المصادر.
(٥) زيادة ليست في الأصل والبيت غير موجود في ديوانه.
(٦) في الأصل : (ما خيب).
(٧) في الأصل : (يعني عمرو).
(٨) إبراهيم : ٣٧ ، وفي الأصل : (بوادي).
(٩) في الأصل : (هيوابا).