فقالت أم كلثوم بنت علي بن عبد الله بن العباس : الحمد لله الذي عصمه منك فاستعصم.
ثم سألتها قريبة بنت عبد الرحمن بن عوف (٢) قصتها مع عمر حتى قال فيها :
حبّذا رجعها إليها يديها |
|
في يدي درعها تحلّ الإزارا (٣) |
فقالت : أما أبعد الله الكذب؟! نمت (٤) ليلة معه في وحشة الوحدة ، فلما برق الصبح ظلّ ينشدني هذا الشعر ، وقد كنت خائبة خاسرة ، ناصبة ، أصلى نارا حامية (٥).
ثم قالت هند بنت معاوية لعائشة بنت طلحة (٦) :
يا بنت الحواري تشهدين الله وتصدقيني (٧) فيما بينك وبين عمر (٨) بن أبي ربيعة؟
فقالت : قد كان يتخالج (٩) قلبي منه شيء ، ولكنني أغالب نفسي ، وأخفض (١٠) من جائش الهوى وما كنت أسلم لو لا أنني رأيته من حيث لا يراني ، وهو ينشد :
فبيتت في تبياتاها سوادا (١١)
فأنهيت نفسي عنه
__________________
(٢) لم يذكر في أسماء ولد عبد الرحمن بن عوف وبناته إلا أم القاسم بنت عبد الرحمن بن عوف ، وهذه ولدت في الجاهلية ، وذكرت له جويرية بنت عبد الرحمن ، وأمها بارونة بنت غيلان بن سلمة الثقفي.
(٣) في الأصل : (رجعتها ... يديها يدي ذرعها كل الأزارا) والبيت في شرح ديوان عمر بن أبي ربيعة ص : ١٤١.
(٤) في الأصل : (تمت) تصحيف.
(٥) إشارة إلى قوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ (٢) عامِلَةٌ ناصِبَةٌ (٣) تَصْلى ناراً حامِيَةً) الغاشية : ٢ ـ ٤.
(٦) عائشة بنت طلحة بن عبيد الله أديبة عالمة بأخبار العرب ، فصيحة ، أمها أم كلثوم بنت أبي بكر وخالتها عائشة أم المؤمنين ، لها أخبار مع شعراء عصرها وعمر بن أبي ربيعة (ت ١٠١ ه) راجع العقد الفريد ٦ / ١٠٩ ، الأعلام ٤ / ٥.
(٧) في الأصل : (تشريك الله ، فيما صدفتني).
(٨) في الأصل : (عمرو).
(٩) في الأصل : (يتحالج) تصحيف.
(١٠) في الأصل : (واحفظي من حاشى) تحريف.
(١١) كذا في الأصل ، ولم نقف عليه في الديوان المطبوع.