فصل
في الأولاد
قال أبو العيناء (١) :
قال لي أبي (٢) : إنّ الله رضيني لك ، ولم (٣) يرضك لي ؛ فأوصاك بي. فقلت له : لقد والله اتهمك على قتلي ؛ فقال : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ) (٤).
كان عمر بن عبد العزيز إذا نظر إلى ابنه عبد الملك قال (٥) : صدق الله (إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) (٦).
وقال بعضهم في ذم الأولاد (٧) : ملوك صغارا ، وأعداء كبارا.
قال ابن عباس في قوله (يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ (٤٩) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ [عَقِيماً]) (٨).
قال : زوّجت إبلي أي قرنت (٩) بعضها ببعض.
__________________
(١) أبو العيناء : ترجمته في الاقتباس ١ / ١٤٩.
(٢) النص في نثر الدر ٣ / ٢١٤ وفيه : (يا بني إن الله قرن طاعته بطاعتي ، فقال : (اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ) فقلت : يا أبتي إن الله ائتمنني عليك ، ولم يأتمنك عليّ ، فقال : ... الآية.
(٣) في الأصل : (فلم).
(٤) الإسراء : ٣١.
(٥) لم نعثر على الخبر في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم ، ولابن الجوزي. وقد ورد في الأخير ص : ٣٠٦ أنه قال في ابنه لما هلك : لقد كنت في الدنيا كما قال الله تعالى : (الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا).
(٦) التغابن : ١٥.
(٧) النص لبعض الحكماء في تحسين القبيح ص : ١٠٧.
(٨) ما بين القوسين زيادة ليست في الأصل ، والآية من سورة الشورى : ٤٨ ، ٤٩.
(٩) في الأصل : (قربت) جاء في أساس البلاغة : (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ) وقرناءهم ، وزوجت إبلي أي قرنت بعضها ببعض.