بالعطف ، فيكون مجموع الجار والمجرور معطوفا على (به) وصوبه ابن هشام في (المغني).
والجواب : أن حذف الجار وبقاء عمله شاذ ، إلا في مواضع ليس هذا منها (١).
٤ ـ ومنه : قوله جل وعلا : (ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب) ـ الآية (٢).
قال الزجاج والفراء في قوله (وما يتلى) : جاز أن يكون موضع (ما) خفضا بالعطف على المضمر المجرور في (فيهن) ، بيد أن الزجاج ضعفه ، ونقل أيضا عن محمد بن أبي موسى.
وقول الطبرسي والزمخشري (٣) : إن هذا بعيد ، لأن الظاهر لا يحسن عطفه على الضمير المجرور من غير إعادة الجار ، ليس بشئ لما تقدم ويأتي من جواز ذلك ، بل الوجه في المنع ما فيه من الاختلال المعنوي الذي لا يكاد يندفع ، والله أعلم.
٥ ـ ومنه : قوله سبحانه : (لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك من قبلك والمقيمين الصلاة) ـ الآية (٤).
قال الكسائي : موضع (المقيمين) جر ، وهو معطوف على (ما) من قوله (بما أنزل إليك) أي : وبالمقيمين الصلاة.
__________________
(١) حاشية الصبان على شرح الأشموني ٣ / ١١٥ ، وانظر شرح الكافية ١ / ٣٢٠.
(٢) سورة النساء ٤ : ١٢٧.
(٣) مجمع البيان ٢ / ١١٧ ، الكشاف ١ / ٣٠١.
(٤) سورة النساء ٤ : ١٦٢.