٣ ـ ثقافته ورحلته مع أبيه ، وشيوخه :
كان القاضي قد تأدب ببلده ، وقرأ القراءات ، فلقى بمصر أبا الحسن الخلعي ، وأبا الحسن ابن مشرف ، ومهديا الوراق ، وأبا الحسن بن داود الفارسي.
ولقى بالشام أبا نصر المقدسي ، وأبا سعيد الزنجاني ، وأبا حامد الغزالي ، وأبا سعيد الرهاوي ، وأبا القاسم بن أبى الحسن المقدسي ، والإمام أبا بكر الطرطوشى وتفقّه عنده ، وأبا محمد هبة اللّه بن أحمد الأكفانى ، وأبا الفضل بن الفرات الدمشقي.
ودخل بغداد ، وسمع بها من أبى الحسن المبارك بن عبد الجبار الصيرفي المعروف بابن الطيوري ، ومن أبى الحسن على بن أيوب البزار ، ومن أبى بكر بن طرخان ، ومن النقيب الشريف أبى الفوارس طراد بن محمد الزينبي ، وجعفر بن أحمد السراج ، وأبى الحسن ابن عبد القادر ، وأبى زكريا التبريزي ، وأبى المعالي ثابت بن بندار الحمامي.
وحجّ في موسم سنة تسع وثمانين ، وسمع بمكة من أبى على الحسين بن على الطبري ، وغيرهم من العلماء والأدباء ، فدرس عندهم الفقه والأصول ، وقيّد الحديث ، واتسع في الرواية ، وأتقن مسائل الخلاف والأصول والأحكام على أئمة هذا الشأن من هؤلاء وغيرهم.
ثم صدر عن بغداد إلى الأندلس فأقام بالإسكندرية عند أبى بكر الطرطوشى ، فمات أبوه بها أول سنة ثلاث وتسعين.
ثم انصرف هو إلى الأندلس سنة خمس وتسعين (١) ، وقدم بلده إشبيلية بعلم كثير لم يأت به أحد قبله ممن كانت له رحلة إلى المشرق. وهو يذكر في ثنايا هذا الكتاب بعض ما أفاد من هذه الرحلة (٢).
٤ ـ علمه وخلقه :
وكان من أهل التفنن في العلوم ، والاستبحار فيها ، والجمع لها ، متقدما في المعارف كلها ،
__________________
(١) في الوفيات : سنة ثلاث وتسعين.
(٢) انظر الصفحات : ١٠٧ ، ١١٠ ، ١٥٦ مثلا.