مشغوفا بها حتى هيأ الله تعالى لي العلامة الفاضل الجليل الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ أحمد الأميني التبريزي صاحب شهداء الفضيلة والغدير وغيرهما سلّمه الله ، فذاكرته بهذا الكتاب فوعدني أن يكلّف من يستنسخه على يد والده الفاضل الشيخ أحمد الأميني سلّمه الله ، ولتقاه وحبه آل بيت الله كتب إلى أبيه وأكد فما هو إلا أن استعاره أبوه للاستنساخ ثم عزم على زيارة النجف فاستأذن من صاحبه أن يصحبه ذهابا وإيابا وضمن له سلامته فأتى به وتفضل علي بأن استنسخه بيدي ويبقى مدة الاستنساخ ثم يعود به إلى صاحبه.
فاستنسخته في شهر بحمد الله ومنه فجاءت هذه النسخة صحيحة كاملة وذلك لأن الكاتب الثاني السيد محمد المهدي كان حسن الخط والمعرفة فزاد فيها بعض أخبار نقلها من كتب ولكن كان يكتب على الخبر المزيد في أوله : قال الكاتب ، ويذكر الزيادة ثم يقول انتهى ، ويذكر الأصل بسنده ، على أنه لو لم ينبه هذا التنبيه لعلم ، فإنّه يروي عن كتب معلومة لم يكن فيها سند ، والمقتل مذكور بأخبار أسندها الموفق ، فمن حصل له هذا الكتاب فهو مدين بالفضل لمن جاء به من تبريز والله يجزيه الجزاء الأوفى عن سعيه وما ذلك على الله بعزيز.
وأمّا التعريف بمصنف هذا الكتاب فهو أبو المؤيد الملقب بصدر الأئمة ، وبأخطب خوارزم ، وبخليفة الزمخشري ، الموفق محمّد بن أحمد المؤيد بن أبي سعيد إسحاق المؤيد المكي الخوارزمي ، كما ذكر صاحب كتاب الفوائد البهية في طبقات الحنفية وصاحب التعليقات عليها المطبوعين بمطبعة الخانجي في مصر قالا فيهما : ولد سنة أربع وثمانين وأربعمائة ، وقرأ على ابيه وغيره وطاف في طلب الحديث بلاد فارس والعراق والحجاز ومصر والشام وكاتب