يرد عليّ ، ومكث طويلا مطرقا ، ثم رفع رأسه وقال لي : «يا عبد الله! انتهكت حرمتي ، وقتلت عترتي ، ولم ترع حقي ، وفعلت وفعلت». فقلت له : يا رسول الله! والله ، ما ضربت سيفا ، ولا طعنت رمحا ، ولا رميت سهما.
فقال : «صدقت ، ولكنك كثرت السواد ، ادن مني» ، فدنوت منه ، فإذا طست مملوء دما ، فقال : «هذا دم ولدي الحسين». فكحلني منه فانتبهت ولا أبصر شيئا حتى الساعة.
وأورد هذا الحديث مجد الأئمة السرخسكي ، ورواه عن أبي عبد الله الحداد ، عن الفقيه أبي جعفر الهندواني ، أنه قال : يحكى عن عبد الله بن رماح القاضي ، وساق الحديث إلى أن قال : وكلما قتلهم عادوا أحياء فيقتلهم مرّة اخرى ، وقال : «صدقت ، ولكن يا عدوّ الله! لم ترع حق نبوتي».
وباقي الحديث يقرب بعضه من بعض في ـ اللفظ والمعنى ـ.
ولقد لقي بنو الحسن والحسين من عتاة بني العبّاس ما لقى آباؤهم من طغاة بني أميّة.
٥٣ ـ على ما أخبرني الشيخ الإمام أبو جعفر محمّد بن عمير بن أبي علي ـ كتابة ـ ، أخبرني الإمام زيد بن الحسن البيهقي ، أخبرني النقيب علي بن محمّد الحسني ، أخبرني السيد الإمام أبو جعفر محمّد بن جعفر الحسني ، أخبرني أبو طالب يحيى بن الحسين الحسني ، حدّثني أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسيني ـ إملاء ـ ، أخبرني أبو علي الحسن بن علي بن برزخ ، سمعت محمد بن يحيى الصولي ، سمعت أبا العيناء محمّد بن أبي القاسم يقول ـ وقد تدارك ذهاب بصره ـ قال : كان أبو جعفر ـ يعني الدوانيقي ـ دعا