٥٦ ـ وبهذا الإسناد ، الى السيد أبي طالب هذا ، قال : روى أبو الفرج عليّ بن الحسين المعروف بالأصبهاني ، أخبرنا علي بن العباس البجلي ، حدثنا حسين بن نصر ـ وذكر قصّة آل الحسن وحبسهم ـ ، فقال : حبسهم أبو جعفر الدوانيقي ستين ليلة في محبس لا يدرون به ليلا من نهار ، ولا يعرفون وقت الصلاة إلّا بتسبيح علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن عليهالسلام.
فضجر عبد الله بن الحسن بن الحسن ضجرة ، فقال : يا عليّ! ألا ترى ما نحن فيه من البلاء؟ ألا تطلب إلى ربك أن يخرجنا من هذا الضيق والبلاء؟ قال : فسكت عنه طويلا ، ثم قال : يا عم! إنّ لنا في الجنّة درجة لم نكن لنبلغها إلّا بهذه البلية ، أو بما هو أعظم منها ، وأنّ لأبي جعفر في النار موضعا لم يكن ليبلغه حتى يبلغ منا مثل هذه البلية أو أعظم منها ، فإن تشأ أن تصبر فأوشك فيما أصابنا أن نموت فنستريح من هذا الغم ، كأن لم يكن شيء وإن نشأ ندعوا ربّنا تعالى أن يخرجك من الغم ، ويقصر بأبي جعفر عن غايته التي له في النار فعلنا. فقال عبد الله : لا ، بل أصبر ، فما مكثوا إلا ثلاثا حتى قبضهم الله تعالى إليه.
٥٧ ـ وبهذا الإسناد ، عن السيد أبي طالب هذا ، حدثنا أحمد بن إبراهيم الحسني ، حدثنا علي بن الحسين الهمداني ، حدّثنا الحسن بن علي الأسدي ، حدثنا أحمد بن رشد ، حدّثنا أبو عمر سعيد بن خيثم : أنّ زيد بن علي عليهالسلام كتّب كتائبه ، فلما خفقت راياته رفع يده إلى السماء ، فقال : الحمد لله الذي أكمل لي ديني ، والله ، ما يسرني إني لقيت محمّدا صلىاللهعليهوآله ولم آمر امته بمعروف ، ولم أنههم عن منكر.
وفي رواية اخرى : والله ، إني لاستحي من رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا لقيته ولم آمر امته بالمعروف ، ولم أنههم عن المنكر ، والله ، ما ابالي إذا أقمت