فقتل عمر بن سعد بن أبي وقاص ، وابنه حفص بن عمر ، وقتل شمر ابن ذي الجوشن الضبابي ، ووجه إبراهيم بن مالك الأشتر فقتل عبيد الله بن زياد وغيره ، وخرج نفر من أهل الكوفة فقدموا البصرة يستغيثون بهم ويستنصرونهم على المختار ، فخرج أهل البصرة مع مصعب فقاتلوه بالكوفة.
فقتل المختار عبيد الله بن علي بن أبي طالب ـ وهو في عسكر مصعب لا يعرف ـ ، ومحمد بن الأشعث بن قيس ، ثم ظفر بالمختار فقتل ، قتله صراف بن يزيد الحنفي ، وكانت ابنة سمرة بن جندب تحته وله ابنان : إسحاق ومحمد ، ومن غيرها بنون وعقبه بالكوفة كثير ، قيل : وكان المختار أوّل من لبس الدراعة.
٢ ـ وذكر الإمام عبد الكريم بن محمد بن حمدان في «تاريخه» : إن أبا عبيد بن مسعود ـ أبا المختار ـ كان من الفرسان المذكورين ؛ والشجعان المعدودين ، فلمّا رجع المثنى بن حارثة من القادسية حين بلغه وفاة أبي بكر إلى عمر ، واشتدت شوكة الفرس ، وجمع يزد جرد قواده المذكورين لحرب المسلمين ، قام عمر بن الخطاب خطيبا فقال : أيها الناس! قد وعدكم الله تعالى على لسان نبيه محمد كنوز كسرى وقيصر ، فمن ينتدب منكم لقتال الفرس؟ فسكت الناس لما ذكر الفرس ، وفيهم المهاجرون والأنصار بأجمعهم ، فقام أبو عبيد بن مسعود الثقفي ـ أبو المختار ـ ، فقال : أنا يا أمير المؤمنين! أوّل من أجاب إلى ما دعوتنا إليه. فأثنى عليه عمر بن الخطاب ، ثم انتدب بعده ناسا كثيرين من المهاجرين والأنصار ، فلما أجمعوا على المسير ، قيل لعمر : يا أمير المؤمنين! أمر على الناس رجلا من المهاجرين أو الأنصار ، فقال : لا والله ، لا أومر إلا من سبق الى الإجابة.
فأمر على الجيش أبا عبيد بن مسعود الثقفي ، ثم ارتحل من المدينة