يا صقعب! لأقتلنّ به عدد الذين قتلوا بيحيى بن زكريا.
فقال صقعب : إنّ من أعجب القول أن يكون هذا منك! فقال : نعم والله ، إنه كائن لا محالة (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) ص / ٨٨ ، وجعل يقول : والذي أنزل القرآن ، وبين الفرقان ، وشرع الأديان ، وكتب الإيمان ، وكره العصيان ، لأقتلن العتاة من أزد عمان ومذحج وهمدان وبهران وخولان وبكر ونبهان وعبس ودودان ، وقبائل قيس عيلان ، غضبا لابن بنت نبي الرحمن.
ثم ضرب المختار راحلته ومضى حتى قدم مكة ، فدخل على عبد الله ابن الزبير ، فرحب به وقرّبه وسأله عن أهل الكوفة ، فقال المختار : هم في السر أعداء ، وفي العلانية أولياء ، فقال ابن الزبير : هذه والله ، صفة عبيد السوء ، إذا حضر مواليهم خدموهم وأطاعوهم ، وإذا غابوا عنهم شتموهم ولعنوهم ، فقال المختار له : ذرني من هذا ، ولكن أبسط يدك حتى ابايعك وأعطني ما أرضى به بأن تبث بي على أهل الحجاز حتى آخذها لك ، فإن أهل الحجاز كلهم معك وأنت أقرب إلى جماعة الناس وأرضى عند ذوي النهى من يزيد.
فسكت ابن الزبير ولم يرد عليه شيئا ، فخرج المختار مغضبا ومضى إلى الطائف ، فأقام بها حولا عند بني عمه من ثقيف ، وافتقده ابن الزبير فسأل عنه ، فقال له بعض أصحابه : ما رأيته منذ خرج من عندك ، فما كان بأسرع من أن قدم المختار من الطائف ، فدخل المسجد واستلم الحجر ، وطاف وصلّى ركعتين وجلس ، فجاءه قوم من أهل مكة فسلموا عليه وجلسوا إليه ، فعلم ابن الزبير بقدومه ، وقال : إني لا أراه يصير إلينا.
فقال له العباس بن سهل الأنصاري : إن شئت أتيتك بخبره ، فقال له