الشام لمحاربة عبد الله ومن بالمدينة من قبل ابن الزبير والحصين بن نمير السكوني بعده إن حدث به حدث الموت ، لأن مسلما كان مريضا فكانت الوقعة بالحرة ، وأقام بعدها بالمدينة فقتل من أولاد المهاجرين ألفا وثلاثمائة ، ومن أولاد الأنصار ألفا وسبعمائة ، ومن العبيد والموالي ثلاثة آلاف ، ونهب المدينة ثلاثة أيام بلياليها ، حتى قال أبو سعيد الخدري : والله ، ما سمعنا الأذان بالمدينة ثلاثة أيام إلا من قبر النبي صلىاللهعليهوآله ، ثم ارتحل مسلم إلى مكة لمحاربة ابن الزبير ، فمات بين مكة والمدينة فسمّوه مسرفا لأنه أسرف بالقتل ، ولما مات استخلف الحصين بن نمير السكوني فنصب الحصين المجانيق على الكعبة فكانوا يرمونها حتى نزلت صاعقة فأحرقت منجنيقا لهم بما كان فيه من الناس فجعل المختار يومئذ يحارب بين يدي عبد الله أشد المحاربة وهو يقول : أنا ابن الكرارين لست من أبناء الفرارين ، حتى ضج أهل الشام منه ، وأقام القوم على ذلك أياما لا يفترون ليلا ولا نهارا حتى قتل من أهل الشام مقتلة عظيمة وكذلك من أصحاب عبد الله.
فبينا الحصين كذلك إذ قدم رجل من أهل الشام فسلم وجلس وقال : أنت ترمي البيت الحرام بالحجارة والنيران ويزيد قد مات؟ قال الحصين : ويحك ما تقول؟ قال : ما تسمع. قال الحصين : ما سبب موته؟ قال : إنه شرب من الليل شرابا كثيرا فأصبح مخمورا فذرعه القيء فلم يزل حتى قذف عشرين طستا من قيء ودم فمات.
٥ ـ وذكر أبو الحسن السلامي البيهقي في تاريخه عن ابن عباس أنه قال : لا يمهل الله يزيد بعد قتله الحسين ، وأنه قال : سبب زوال الدولة عن يزيد بن معاوية والله قتله الحسين عليهالسلام.
٦ ـ وذكر عبد الكريم بن حمدان صاحب التاريخ : إنّ يزيد بن معاوية