له : ادخل على عبد الله بن مطيع فاقرأه مني السلام ، وقل له : يقول المختار : قد علمت بمكانك وليس مثلي يسيء إلى مثلك ، وقد وجهت إليك بما تستعين به على سفرك فخذه والحق بصاحبك ، فخرج عبد الله بن مطيع في جوف اللّيل. واستحى أن يصير إلى مكة من حيث عبد الله بن الزبير ، فصار إلى البصرة وبها يومئذ مصعب بن الزبير من قبل أخيه ، وخرج عمرو بن الحجاج الزبيدي هاربا إلى البادية لأنه كان ممن شهد قتال الحسين فلا يدري أخسفت به الأرض أم حصبته السماء ، ثم نادى المختار : من أغلق بابه فهو آمن إلا من شرك بدم الحسين عليهالسلام وأهل بيته وأصحابه ، واحتوى المختار على الكوفة ، فعقد لأصحابه ، وولاهم البلاد من : أرمينية ؛ وآذربيجان ؛ وأران ؛ وماهان إلى الري ؛ وأصفهان ؛ وجعل يجبي خراج البلاد ، وكان محمد بن الأشعث الكندي عاملا على الموصل من قبل ابن الزبير ، فلما قدم عامل المختار عليه لم تكن لابن الأشعث طاقة ، فخرج عن الموصل هاربا إلى تكريت ونزلها وكتب إلى عبد الله بن الزبير بذلك ، فكتب إليه يعيره بهربه عن الموصل.
وبلغ المختار أنّ محمد بن الأشعث بتكريت ، فدعا ابنه عبد الرحمن ابن محمد وقال له: أنت في طاعتي ، وأبوك في طاعة ابن الزبير ، ما الذي يمنعه من المصير إليّ والدخول في طاعتي؟ أما والله ، لقد هممت أن اوجه إليه من يأتيني به قبل ثلاث فافعل به ما اضمره له في قلبي ، أو ليس هو من قتلة الحسين؟ أو ليس هو الذي قال للحسين يوم كربلاء : وأي قرابة بينك وبين محمد؟ فقال له عبد الرحمن : أعزّ الله الأمير أنا أخرج إليه بإذنك ، فآتيك به شاء أو لم يشأ ، ولا قوّة إلّا بالله.
فأذن له المختار فخرج حتى قدم تكريت ودخل على أبيه فقال له :