أشجع من ليث عرين خادر |
|
فأبشر بخزي وبموت حاضر |
ثم طعنه عبد الرحمن في نحره فسقط قتيلا ، فنزل إليه واحتزّ نحره وقتل أصحابه جميعا ، وأخذ أموالهم وأسلحتهم ودوابهم ، وجاء برأسه ورءوس أصحابه إلى المختار ، فلما نظر المختار إليه خرّ ساجدا ، وقال : يا عبد الرحمن! أقر الله عينك بلقاء رسول اللهصلىاللهعليهوآله في الجنّة ، ثم أمر برأس الشمر فنصب في رحبة الحذائين إزاء المسجد الجامع ، فمثل به الصبيان برمي الحجارة والقذارة ، وأمر المختار لعبد الرحمن بعشرة آلاف دينار وولاه حلوان.
١١ ـ وذكر ابن إسحاق قصة المختار مع ابن زياد بسياقة اخرى ، فنحن نذكرها مجملا ونبين الصحيح فيما بعد ، قال : لما هرب المختار من ابن زياد أمير الكوفة إلى مكة دخل على عبد الله بن الزبير فبايعه ، فلما جنّ الليل دخل على محمد بن الحنفية فبايعه سرا ، وكان المختار يحب الصيد ، فكان كل يوم يركب للصيد ، فلما كان في بعض الأيام خرج متصيدا فإذا هو برجل على ناقة يجدّ السير ، فقصده المختار فقال له : من أين أقبلت؟ قال: من الكوفة ، فقال : وإلى أين؟ قال : إلى مكة اريد المختار بن أبي عبيد ، قال : وما تريد منه؟ قال : جئته ببشارة ، قال : فها أنا المختار فأخرج من عمامته كتابا إليه من جملة من شيعة الكوفة ، يسألونه القدوم عليهم ليأمروه عليهم ، ويطلب بثار الحسين بن عليعليهالسلام.
فقال : ما فعل عبيد الله بن زياد؟ قال : إن أهل البصرة شغبوا على عامله وكسروا سجنه ونهبوا أمواله ، وقد خرج من الكوفة إليهم. قال : فمن خلف بالكوفة؟ قال : عمرو بن حريث في أربعة آلاف ، فخلع المختار على البشير ما كان عليه من الثياب واللباس ، وردّه إلى الكوفة ، ودخل المختار