يجب على كل مجتهد الإلمام الكامل والتبحر في هذا العلم ليتمكن من تمييز الرواية الصحيحة من الرواية السقيمة عن طريق دراسة أحوال رجال سند الحديث واحدا واحدا ليعطي حكمه النهائي بعد هذه الدراسة المعمقة حول الحديث من ناحية قبوله أو رفضه.
إن شدة الحاجة إلى هذا العلم ، حدا بعلماء الشيعة إلى تدوين المؤلفات الكثيرة حول هذا العلم ـ يمتد تاريخها من القرن الأول الهجري حتى يومنا هذا ـ فقد دونوا في القرون الأربعة الأولى : رجال عبيد الله بن أبي رافع ورجال ابن جبيلة ورجال ابن فضال ورجال ابن محبوب ، ولكن هذه المدونات قد فقدت ـ مع الأسف الشديد ـ لتحرم الأمة من تراث ثمين هي بأمس الحاجة إليه.
وفي أوائل القرن الخامس دونت الأصول الرجالية الأربعة المعتمدة عند الشيعة وهي : اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) والفهرست والرجال للشيخ الطوسي وكتاب الرجال للنجاشي.
وفي القرن السادس ألف فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنفيهم للشيخ منتجب الدين ومعالم العلماء لابن شهرآشوب.
وفي القرن السابع ألف السيد ابن طاووس الحلي كتابه حل الإشكال وقد تبعه تلميذاه العلامة الحلي في الخلاصة ، وابن داود في الرجال.
وهكذا استمر المتأخرون على نهج أسلافهم ، وهكذا فعل الشيخ الشهيد الأول المتوفى سنة ٧٨٦ ه ومن بعده السيد علي بن عبد الحميد النيلي المتوفى سنة ٨٤١ ه في رجاله ، ثم صاحب المعالم في التحرير الطاووسي ، فقد أضاف كل منهم أسماء علماء عصره إلى قائمة الرواة السابقين ، حتى وصلت جهودهم الحثيثة ودأبهم المتواصل إلى علمائنا في