دور الشيخ الطوسي قدسسره في علوم الشريعة الإسلامية (٤) |
|
السيد ثامر هاشم العميدي
دوره في الحديث الشريف وعلومه
إذا كانت ريادة الشيخ الطوسي في مقام الفقه الإمامي المستنبط واضحة لدى الجميع باعتباره أول من استوعب جميع الطاقات الفقهية السابقة التي تكاد تنحصر بجهود ابن الجنيد ، والمفيد ، والسيد المرتضى رضي الله تعالى عنهم ، وصبها في قالب جديد رائع ، فإن فقهه الروائي لا يقل درجة عن فقهه المستنبط ، فهو رائد الفقهين ، وإن كان الأخير هو السائد قبل عصر الشيخ الطوسي عند جميع فقهاء الإمامية.
ونستطيع أن نتلمس هذا ونحن في دوره في الحديث الشريف وعلومه فضلا عما سيأتي من بيان دوره الفقهي الخالد ، إذ من الواضح أنه لا يمكن الفصل بين الفقه الروائي وما سطره يراع الشيخ في كتابيه التهذيب والاستبصار من آيات الاحتجاج والاستدلال بآلاف الأخبار ، خصوصا في ما يتصل بتأويلاته التي لا زال معظمها معمولا به عند الفقهاء إلى وقتنا الحاضر ، كما تنبئك آثارها الحية الباقية إلى الآن في استدلالات