(قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى) (١٣٥)
____________________________________
أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ) إلى آخر الآية جملة مستأنفة سيقت لتقرير ما قبلها من كون القرآن آية بينة لا يمكن* إنكارها ببيان أنهم يعترفون بها يوم القيامة والمعنى لو أنا أهلكناهم فى الدنيا بعذاب مستأصل (مِنْ قَبْلِهِ) متعلق بأهلكنا أو بمحذوف هو صفة لعذاب أى بعذاب كائن من قبل إتيان البينة أو من قبل محمد صلىاللهعليهوسلم (لَقالُوا) أى يوم القيامة (رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا) فى الدنيا (رَسُولاً) مع كتاب (فَنَتَّبِعَ آياتِكَ) التى* جاءنا بها (مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ) بالعذاب فى الدنيا (وَنَخْزى) بدخول النار اليوم ولكنا لم نهلكهم قبل إتيانها فانقطعت معذرتهم فعند ذلك قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شىء (قُلْ) لأولئك الكفرة المتمردين (كُلٌّ) أى كل واحد منا ومنكم (مُتَرَبِّصٌ) منتظر لما يؤول إليه أمرنا وأمركم (فَتَرَبَّصُوا) وقرىء فتمتعوا (فَسَتَعْلَمُونَ) عن قريب (مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ) أى المستقيم وقرىء السواء أى* الوسط الجيد وقرىء السوء والسوءى والسوى تصغير السوء (وَمَنِ اهْتَدى) من الضلالة ومن فى الموضعين استفهامية محلها الرفع بالابتداء خبرها ما بعدها والجملة سادة مسد مفعولى العلم أو مفعوله ويجوز كون الثانية موصولة بخلاف الأولى لعدم العائد فتكون معطوفة على محل الجملة الاستفهامية المعلق عنها الفعل على أن العلم بمعنى المعرفة أو على أصحاب أو على الصراط وقيل العائد فى الأولى محذوف والتقدير من هم أصحاب الصراط. عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة طه أعطى يوم القيامة ثواب المهاجرين والأنصار وقال لا يقرأ أهل الجنة من القرآن إلا سورة طه ويس.