السنة بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (٥) |
|
السيد علي الشهرستاني
ج ـ الإحراق :
ذكرنا سابقا خبر عائشة وأنها قالت بأن أباها قال لها : «أي بنية هلمي الأحاديث التي عندك ، فجئته بها ، فدعا بنار فحرقها» (١) وأوضحنا هناك أن أبا بكر وبفعله «الإحراق» أراد نفي الوثائق الدالة على خطئه ، لوجود أحاديث في الصحيفة تخالف اجتهاداته ، فأمر بإبادتها!!
وهكذا كان فعل عمر بن الخطاب مع الأحاديث ، إذ أمر الصحابة أن يأتوه بصحفهم «فظنوا أنه يريد أن ينظر فيها ويقومها على أمر لا يكون فيه اختلاف ، فأتوه بكتبهم ، فأحرقها بالنار» (٢).
فنحن نتساءل : كيف اتفق الشيخان على سياسة محددة تجاه الأحاديث النبوية؟!
ولم الإحراق بالنار دون الإماثة بالماء أو الدفن في التراب؟!
وماذا يعني تهديد عمر لفاطمة الزهراء عليهاالسلام والمتخلفين عن البيعة
__________________
(١) تذكرة الحفاظ ١ / ٥ ، الاعتصام بحبل الله المتين ١ / ٣٠.
(٢) تقييد العلم : ٥٣ ، حجية السنة : ٣٩٥.