الفعل ومقارنته ، مثل : استوى الماء والخشبة» (١).
ويلاحظ على هذين الحدين الأخيرين عدم كونهما مانعين من دخول الأغيار مما لا يعرب مفعولا معه ، ك (خالد) في نحو : اشترك زيد وخالد ، وكالجملة في نحو : جاء زيد والشمس طالعة.
ويستفاد من كلام الحريري (ت ٥١٦ ه) تعريفه للمفعول معه بأنه : المفعول الفضلة المنصوب بالفعل الذي قبله بواسطة الواو التي هي بمعنى (مع) (٢).
وقد أخرج بقيد (الفضلة) نحو (خالد) في قولنا : اشترك زيد وخالد ، فإنه لا يدخل في المفعول معه اصطلاحا ، وإن كان منصوبا بالفعل الذي قبله بواسطة الواو ، لأنه عمدة.
وحده الزمخشري (ت ٥٣٨ ه) بقوله : «هو المنصوب بعد الواو الكائنة بمعنى (مع) ، وإنما ينصب إذا تضمن الكلام فعلا ، كقولك : ما صنعت وأباك» (٣).
«وإنما قال : (هو المنصوب) ، لأن ثم أشياء كثيرة الواو فيها بمعنى (مع) ومع ذلك ليس مفعولا معه ، كقولك : كل رجل وضيعته ، و : ما شأن زيد وعمرو ، فقال : (هو المنصوب) ليتميز به عن هذا» (٤).
وسوف يأتي إشكال ابن هشام الأنصاري على أخذ (المنصوب) في حد المفعول معه عند تعقيبه على حد أبي حيان الأندلسي.
__________________
(١) شرح المقدمة المحسبة ، ابن بابشاذ ، تحقيق خالد عبد الكريم ٢ / ٣٠٩.
(٢) شرح ملحة الإعراب ، الحريري ، تحقيق بركات يوسف هبود : ١٧٢.
(٣) المفصل في علم العربية ، جار الله الزمخشري : ٥٦.
(٤) الإيضاح في شرح المفصل ، ابن الحاجب ، تحقيق موسى العليلي ١ / ٣٢٣.