إن هو إلا وحي يوحى) (١) وقال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم * يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون) (٢) وقال : (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (٣) وقال : (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) (٤) وقال : (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا) (٥)!
وكم من واقعة قد أبرم وقطع فيها غير واحد من العشرة المبشرة قبل أن يحكم الله ورسوله فيها؟!
بل تقدموا في أشياء قد تقدم الله ورسوله فيها بحكم خلافا وردا لذلك الحكم ، كما في الأمثلة المتقدمة وغيرها!
ثم إنه بقرينة الآية الثالثة من آيات سورة الحشر المزبورة ، وهي : (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان) (٦) يتبين أن المراد من «الفقراء المهاجرين» هم «السابقون» ، وقد تقدم في سورة التوبة المراد من «السابقين» فلا تغفل ، ويعضد ذلك أيضا التوصيف ب «الصدق» كما تقدم.
أما الآية الثانية من الآيات الثلاث من هذه السورة : (والذين تبوؤا
__________________
(١) سورة النجم ٥٣ : ٢ ـ ٤.
(٢) سورة الحجرات ٤٩ : ١ و ٢.
(٣) سورة الحشر ٥٩ : ٧.
(٤) سورة الأحزاب ٣٣ : ٢١.
(٥) سورة المائدة ٥ : ٩٢.
(٦) سورة الحشر ٥٩ : ١٠.