بالولاية والإمامة والخلافة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، منها : ما تناولها كاتب هذه الرسالة الإمام العلّامة السيّد عبد الحسين شرف الدين قدسسره في القسم الأوّل منها ، وهي آية الميثاق ، وذلك في معرض جوابه عن سؤال الشيخ عبّاس قلي الواعظ التبريزي الجراندابي ، حين سأله عن معنىٰ قوله تعالىٰ : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ شَهِدْنَا ) ، وذلك لو أردنا تفسيرها بغضّ النظر عن حملها علىٰ عالم الذرّ ، الذي نقول به ، والذي تثبت وقوع هذا الإشهاد وأخذ الميثاق فيه الروايات الواردة عن أهل البيت عليهمالسلام .
وكذلك آية الولاية في القسم الثاني من الرسالة ، حين سأله عن قوله تعالىٰ : ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) بأنّها آية واحدة مسوقة لبيان الأحكام ، فأيّ ربط لها بتعيين الإمام ؟ !
والأحاديث
النبوية الشريفة الصحيحة السند والمتواترة تملأ بطون الكتب ، سواء في ذلك روايات الفريقين ، وحتّىٰ تلك الفرق المعادية لأهل البيت عليهمالسلام تظهر في مرويّاتهم
وبوضوح أحقّيّة أهل البيت عليهمالسلام بالخلافة والإمامة ، فنلاحظ من خلالها أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يدّخر جهداً في
توضيح هذه المسألة وإبلاغه الناس ، منذ اللحظة الأُولىٰ من البعثة النبوية
المباركة وحتّىٰ آخر لحظة من حياته الشريفة ، حين طلب منهم أن يحضروا له دواة