الأئمّة ، في درّته النجفية (١) ، إذ يقول أعلىٰ الله مقامه :
__________________
المؤمنين عليهالسلام حيث يقول : « إنّ باطن القدم أحقّ بالمسح من ظاهر القدم ، ولكنّ الله فرض هذا علىٰ العباد» ؟ !
أَوَما علمتَ أنّ الموقف لو كان في الحرم كان أفضل لأجل الحرم ؟ ! ولكنّ الله صنع ذلك في غير الحرم !
وروىٰ عن بيّاع السابري ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : إنّ أرض الكعبة قالت : مَن مثلي وقد بنىٰ الله بيته علىٰ ظهري ، ويأتيني الناس من كلّ فجّ عميق ، وجُعلتُ حرم الله وأمنه ؟ !
فأوحىٰ الله إليها أن كُفّي وقرّي ! فوعزّتي وجلالي ما فضلُ ما فُضِّلتِ به في ما أعطيتُ به أرض كربلاء إلّا بمنزلة الإبرة غُمست في البحر فحملت من ماء البحر !
ولولا تربة كربلاء ما فضّلتُكِ ! ولولا ما تضمّنته أرض كربلاء لَما خلقتُكِ ولا خلقتُ البيت الذي افتخرتِ به ! !
فقرّي وٱستقرّي ، وكوني دَنِيّاً متواضعاً ، ذليلاً مهيناً ، غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء وإلّا سُخْتُ بكِ وهويتُ بكِ في نار جهنّم !
أقول : لا استبعاد ولا إشكال في هذا الأمر ، فقد شُرِّفت أرض كربلاء بضمّها لجسد سيّد الشهداء الإمام أبي عبد الله الحسين عليهالسلام ، ولمّا كان المؤمن أعظم حرمة من الكعبة ـ كما جاء عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والإمام الرضا عليهالسلام ؛ ٱنظر : المعجم الكبير ١١ / ٣١ ح ١٠٩٦٦ ، شعب الإيمان ٣ / ٤٤٤ ح ٤٠١٤ ، مستدرك الوسائل ٩ / ٣٤٣ ح ١١٠٣٩ ـ ، فكيف بسبط رسول الله وريحانته وسيّد شباب أهل الجنّة ؟ !
فإنّ مراد الإمام الصادق عليهالسلام من ذلك هو إبراز فضيلة أرض كربلاء لا إلغاء فريضة الحجّ ؛ وهذا ما يؤكّده الحديث المروي في كامل الزيارات : ١٥٩ ، بالإسناد عن يونس ، عن الإمام عليّ بن موسىٰ الرضا عليهالسلام ، أنّه قال : « من زار الحسين فقد حجَّ وٱعتمر .
قلت : تُطرح عنه حجّة الإسلام ؟
قال : لا ، هي حَجّة الضعيف حتّىٰ يقوىٰ ويحجّ إلىٰ بيت الله الحرام . . . » .
(١) الدرّة النجفية : ١٠٠ .
والدرّة النجفية : أُرجوزة
مشهورة من سيّدة الأراجيز في الفقه ، لم يُسبق إلىٰ مثلها ، عُني بها كثير من الفقهاء من بعده ، وطبعت غيرة مرّة ، وعليها شرح الميرزا