أمّا أخذ الميثاق هنا لرسول الله بالنبوّة ، ولأوصيائه الاثني عشر بالإمامة ، فإنّما هو علىٰ حدّ ما ذكرناه من أخذ الميثاق لله عزّ وجلّ بالربوبية (١) .
__________________
ومن تخلّف عنها هلك » .
وهو حديث متواتر فيه دلالة واضحة علىٰ إمامة أئمّتنا وعصمتهم بالمعنىٰ الذي يقوله علماؤنا ، أي أنّ الذي يريد أن ينجو من الهلاك عليه بالتمسّك بهؤلاء لأنّهم سفن النجاة .
ٱنظر : المستدرك علىٰ الصحيحين ٢ / ٣٧٣ ح ٣٣١٢ ، تاريخ بغداد ١٢ / ٩١ ح ٦٥٠٧ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٦٨ ، الصواعق المحرقة : ٣٥٢ ، المعجم الكبير ٣ / ٣٧ ح ٢٦٣٦ ، المعجم الصغير ١ / ١٣٩ ، الدرّ المنثور ٣ / ٣٣٤ .
٢ ـ حديث الثقلين : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ؛ كتاب الله حبل ممدود من السماء إلىٰ الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرّقا حتّىٰ يردا علَيَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ! » .
وقد ورد هذا الحديث بألفاظ مختلفة والمعنىٰ واحد ، وهو من الأحاديث الدالّة دلالة قاطعة لا تقبل الشكّ والترديد علىٰ عصمة أئمّتنا الأطهار عليهمالسلام ، إذ قرن النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم القرآن بالعترة ، وأخبر أنّهما لن يفترقا حتّىٰ يردا عليه الحوض .
ٱنظر : صحيح مسلم ٧ / ١٢٢ ، مسند أحمد ٥ / ١٨١ ـ ١٨٢ ، سنن الترمذي ٥ / ٦٢٢ ح ٣٧٨٨ ، المستدرك علىٰ الصحيحين ٣ / ١٦٠ ح ٤٧١١ وج ٣ / ٦١٣ ح ٦٢٧٢ ، المعجم الكبير ٥ / ١٦٦ ح ٤٩٦٩ وج ٥ / ١٨٢ ح ٥٠٢٥ و ٥٠٢٦ وج ٥ / ١٨٣ ح ٥٠٢٨ ، الدرّ المنثور ٢ / ٦٠ .
(١) أوّل ما أخذ الله الميثاق له بالربوبية من الأنبياء عليهمالسلام حيث قال تعالىٰ : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ ) سورة الأحزاب ٣٣ : ٧ ، فذكر جملة من الأنبياء ، ثمّ أبرز أفضلهم بالأسامي فقال : ( وَمِنكَ ) يا محمّد ، فقدّم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأنّه أفضلهم ، ثمّ أخذ بعد ذلك ميثاق رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم علىٰ الأنبياء بالإيمان له ، وعلىٰ أن ينصروا أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال ـ سورة آل عمران ٣ : ٨١ ـ : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ ) يعني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ( لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ) يعني أمير المؤمنين عليهالسلام ، وأخبروا أُممكم بخبره وخبر وليّه من الأئمّة عليهمالسلام .
ٱنظر : تفسير القمّي ١ / ٢٤٨ .