كان العبّاس عليه السلام طوالاً من الرجال
قال أبو الفرج الأصفهانيّ : كانّ العَبّاس رجلاً وسيماً جميلاً ، يكرب الفَرَسَ المُطَهَّم (١) ورجلاه تخطّان الأرض ، وكان يقال له : قمر بني هاشم (٢).
وقال أبو العَبّاس الحَسَنيّ في ذكر آخر من قُتِلَ من أهل البيت عليهم السلام مع الحسين : ثمّ العَبّاس بن علي بن أبي طالب ، وكان يُقاتلُ قتالاً شديداً ، فاعتوره الرجّالةُ برماحهم فقتلُوه ، فبقي الحسين عليه السلام وحدَهُ ليسَ معهُ أَحَدٌ (٣).
وقال ابن الطِقْطقَى : كان العَبّاس عليه السلام شجاعاً ، فارساً ، كريماً ، باسلاً ، وفيّاً لأخيه ، واساه بنفسه عليه وعلى أخيه صلوات الله (٤).
أقول : إنّ ضخامة الجسم بطول اليدين والرجلين ، والشجاعة تقتضي البسالة وشدّة القتال ، وقد وفى العبّاس عليه السلام بحقّ ذلك وأبلى في الأعداء ، فحنَقُوا عليه ، وقطعوا يديه ورجليه (٥).
__________________
(١) المطهّم : السمين الفاحش السمن ، وـ المنتفخ الوجه ، وـ التامّ من كلّ شيء ، المعجم الوسيط (طهم) ص ٥٦٩ ، والمراد هنا : الفرس الضخم المرتفع.
(٢) مقاتل الطالبيين (ص ٩٠).
(٣) المصابيح (ص ٣٣١).
(٤) الأصيلي (ص ٣٢٨).
(٥) راجع : شرح الأخبار للقاضي النعمان المصري (٣ / ١٩١ ـ ١٩٣).