رأس العبّاس الأصغر :
ثمّ إنّ الشيخ الصدوق (١) نقل عن هِشام بن محمّد ، عن القاسم بن الأَصْبَغ المُجاشعيّ قال : لمّا أُتِيَ بِالرؤوس إلى الكوفة إذا بِفارسٍ قد عَلّقَ في لَبَبِ فَرَسِهِ (٢) رأسَ غُلامٍ أَمْرَدَ ، كأنّهُ القمرُ في ليلة تَمِّهِ ، والفَرَسُ يَمْرَحُ ، فإذا طأطأَ رأسَهُ لَحَقَ الرأسُ بالأرض. فقلتُ لهُ : رأسُ مَنْ هذا؟
فقال : رأسُ العَبّاسِ بن عليٍّ.
قلتُ : ومنْ أنتَ؟ قال : حَرْمَلَةُ بنُ كاهِلِ الأسديّ.
ونقله سبط ابن الجوزيّ ، واللفظ له (٣) وانظر ما رواهُ أبو الفرج (٤).
ومن الواضح أنّ وصف «الغُلام الأمرد» لا يَتناسَبُ مع أوصاف العَبّاس الأكبر السقّاء عليه السلام.
فلابدّ من حمله على أخيه العَبّاس الأصغر من الأصاغر من أولاد أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام وقد سبق ذكره ، وذكرنا أنّ أُمّهُ أُمُّ ولدٍ ، كما عن بعض ، وغيرها عن آخرين.
__________________
(١) عقاب الأعمال (ص ٢٥٩ ـ ٢٦٠) ح ٨ باب عقاب من قاتل الحسين عليه السلام.
(٢) اللبب : ما يشدّ في صدر الدابة ليمنع تأخّر السرج (المعجم الوسيط : لبب).
(٣) تذكرة الخواص (٢ / ٢ ـ ٢٥٣).
(٤) مقاتل الطالبيين (ص ١١٧ ـ ١١٨) والأمالي الخميسية (١ / ٢ ـ ١٨٣) والحدائق الوردية (١ / ٧ ـ ١٢٨) ولاحظ تذكرة الخواص (ص ٢٩١) وثواب الأعمال (٢١٩).