وقد روى نصرُ بن مُزاحم حديث «كريب بن الصباح» وقتل الإمام أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ له ، بما يشبه بعض هذه القصص (١).
ونقل الموقفين بعض المؤلّفين للمقاتل من العجم (٢) فخلطوا بين العَبّاس الأكبر ابن أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام والعَبّاس بن ربيعة.
ونقل موقفاً ثالثاً فيه : أنّ العَبّاس عليه السلام خرج وهو شابٌّ ، فواجَهَ أولادَ ابن شعثاء فقتلهم وقتل أباهم ... فعجب الحاضرون من شجاعته ؛ فعند ذلك صاح أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام وأرخى اللثام عنه وقَبّلَ بينَ عينيهِ ، فنظر وا إليه فإذا هو «قمر بني هاشم العَبّاس بن علي عليهما السلام» (٣).
وقد سبّب هذا تشكيك البعض في صحّة ما نُسب إلى العَبّاس ابن أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام نظراً إلى صِغَر سنِّ العَبّاس عليه السلام يومئذٍ!
قال الأُردوبادي : يكون عليه السلام أيّام صفّين ـ الّتي هي من وقائع سنة (٣٦) وامتدّتْ في أُخرياتها إلى (٣٧) ـ ابن (تسع سنين) لا رجلاً كاملاً ـ كما ذكره الخوارزمي في المناقب ـ لمخالفة ذلك النصوص السابقة في عمره يوم الطف ، ... ، فما يُعزَى إليه أيّام تلك الغزوة ممّا لا يكاد يصحّ (٤).
__________________
(١) عيون الأخبار (١ / ١٨٠) وشرح النهج (٥ / ٢١٩) ووقعة صفّين (ص ٣١٥).
(٢) نقل ذلك الشيخ المازندراني الحائري في معالي السبطين (١ / ٢٦٧) عن بعض المقاتل ، ومنها عن (الكبريت الأحمر في شرائط أهل المنبر) (٢ / ٢٤).
(٣) نقله في بطل العلقمي (٢ / ٢٤٠ ـ ٢٤١).
(٤) فصول من حياة أبي الفَضْلِ عليه السلام (ص ٤٣).