وقد دافع الشيخ المظفّر بقوّة عن المصادر المُثبتة لحضور العَبّاس عليه السلام في صفّين ، مؤكّداً أنّ التواريخ المؤلّفة يكمل بعضها بعضاً ممّا يدلّ على عدم جمع كلّ واحد جميع ما حدث في الوقائع ، وكم ترك الأوّل للآخر (١).
أقولُ : وليس من المستبعَد أن يحضر العَبّاس على صغر سنّة بعض تلك الحروب أو كلّها ، كما تدلّ عليه هذه المنقولات ، لكن لم تدلّ ـ هي ولا دليلٌ من غيرها ـ على أنّه زاوَلَ الحربَ فيها ، وإنّما اشتملتْ على مجرّد حضوره وارتدائه لِلَاْمَةِ الحرب ، وليس ذلك على مثله بعزيزٍ ، خصوصاً لو لُوحظ ما حَظِيَ به من البسطة في الجسم وطول القامة ، مع الشهامَة العلويّة.
ثالثاً : عند مقتل أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام :
وللعبّاس عليه السلام ذكرٌ بارزٌ في مقتل أبيه أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام :
١ ـ في حديث وصيّة أبيه عليه السلام :
ذكر السيّد صارم الدين في (طبقات الزيديّة) في ترجمة العَبّاس عليه السلام : أنّ محمّد بن منصور [المراديّ] والهادي إلى الحقّ [يحيى بن الحسين] ذكرا العَبّاس عليه السلام من أولاده حين كتب وصيّته لأولاده (٢).
أقولُ : فلعلّ العَبّاس عليه السلام هو من رواة هذه الوصيّة عن أبيه عليه السلام أيضاً.
__________________
(١) لاحظ بطل العلقمي (٢ / ١ ـ ٢٤٤).
(٢) الطبقات (١ / ٤٥٥).