ابن حَرام (١) بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن عامر بن كعب بن عامر بن كِلاب.
وكانت أُمُّ البَنِيْنَ ابنةُ حرام عمّتُهُ ، عند عليّ بن ابي طالب عليه السلام فولدتْ له : العَبّاسَ ، وعَبْد الله ، وجعفراً ، وعثمانَ ـ.
فقال عَبْد الله (لِعُبَيْد الله بن زياد) : أصلح الله الأمير ، إنّ بني أُختِنا معَ الحُسين ، فإنْ تكتبْ لهم أماناً ؛ فعلتَ.
قال : نعم ، ونعمة عينٍ.
فأمَرَ كاتبَهُ ؛ فكتب لهم أماناً ، فبعثَ به عَبْد الله بن أبي المُحِلّ مع مولىً له يقال له : «كرمان» فلمّا قدمَ عليهمْ دعاهمْ فقال : هذا أمانٌ بَعَثَ بِهِ خالُكُمْ.
وقال ابن الأعثم الكوفيّ : فلمّا وردَ كتابُ عَبْد الله بن أبي المُحِلّ على بني عليٍّ ، ونظروا فيه ، أَقْبَلوا بِه إلى الحُسين ؛ فَقَرَأَهُ.
فقال الفِتيةُ (٢) : اقْرأ خالَنا السلامَ وقلْ له : لا حاجَةَ لَنا في أمانِكُم ، أمانُ اللهِ خَيْرٌ من أمانِ ابنِ سُميّة (٣).
وهذا الجواب يُعبّرُ عن نفسٍ مُطمئنّةٍ ، وأَدَبٍ فَذٍّ ، يَلِيقانِ بِأُولئك الأشراف ، ولو في مثل تلك الظروف الحرجة.
__________________
(١) في المصدر (حزام) وقد صوّبناه.
(٢) كلمة (الفتية) لم يرد في المصدر ، وإنّما ذكر من الطبري.
(٣) الطبري (٥ / ٤١٥) والخوارزمي في مقتل الحسين عليه السلام (١ / ٢٤٦) ولاحظ الكامل لابن الأثير (٤ / ٥٦). وانظر : الفتوح لابن أعثم : (٥ / ٧ ـ ١٦٨).