والرواية في المصادر الشيعيّة تقول : إنّ الجائي بالأمان هو شَمِرُ بن ذي الجَوْشَنْ ، وهو ـ أيضاً ـ كِلابيّ ضِبابيّ ، من بني معاوية ـ الضِباب ـ ابن كِلابٍ. فقد روى الشيخ المفيدُ ، قال : ونهضَ عمرُ بن سعد للحُسين عليه السلام عشيّةَ الخميس لتسعٍ مضينَ من المُحرّم ، وجاء شَمِرٌ حتّى وقف على أصحاب الحُسين عليه السلام فقال : أينَ بَنُو أُختِنا؟.
فخرج إليه العَبّاسُ ، وجعفرٌ ، وعَبْد الله ، وعثمانُ ، بَنُو عليّ بن أبي طالب عليه وعليهم السلام ، فقالُوا : ما تُريدُ؟
فقال : أنتُمْ ـ يا بني أُختي ـ آمِنُونَ.
فقال له الفِتيةُ : لَعَنَكَ اللهُ ، ولَعَنَ أمانَكَ! أتُؤمِننا وابنُ رسول الله لا أمانَ لَهُ (١)؟!
وفي رواية ابن عِنَبة ، قال الرواةُ : لَمّا كانَ نومُ الطَفّ ؛ قال شَمِرُ بن ذي الجوشن الكلابيّ لِلعبّاس وإخوته : أينَ بَنُو أُختي؟ فلم يُجِيبُوهُ.
فقال الحُسينُ لإخوته : أَجِيبُوهُ وإنْ كان فاسِقاً ، فإنّه بعضُ أَخْوالِكم؟
فقالوا له : ما تُرِيدُ؟ قال : أُخرجُوا إليَّ ، فإنّكم آمِنُونَ ، ولا تقتلوا أنْفُسَكم معَ أَخِيكم.
فَسَبُّوهُ ، وقالُوا له : قَبُحْتَ وقَبُحَ ما جِئتَ بِهِ ، أنَتْرَكُ سيّدَنا وأخانا ونَخْرُجَ إلى أمانِكَ؟! (٢).
__________________
(١) الإرشاد (٢ / ٨٩) ونحوه في تاريخ الطبري (٥ / ٤١٦).
(٢) عمدة الطالب (ص ٣٥٧).