وهل موقفٌ أعظم تأزّماً ممّا كان فيه الحسين يوم ذاك!؟
٣ ـ استنكار العَبّاس وإخوته ما ذكره شمر من (طاعة الطغاة) تلك الّتي اعتمدها الحشويّة شعاراً وديناً ، وقضوا بذلك على مكارم الإسلام ، وانتهكوا به محارم المسلمين ، بتسليطهم للفجرة والفسقة ، بل الكفرة ، على الحكم في البلاد الإسلاميّة (١).
٤ ـ استنكارهم على شمر رعايته لرحمه منهم ، وعدم رعايته لرحم رسول الله ، بطلب الأمان لهم ، والحُسين عليه السلام ابن رسول الله لا أمانَ له.
بذلك أتمّوا الحُجّة على الّذين يُراعون جزئيّات أحكام الدين ويُحاولون امتثال فروع الفرائض والنوافل ، ويأتُون الكبائر من الجرائم العظائم من المظالم ، كما واجهوا به أهل البيت عليهم السلام عامّة ، وهم اليوم يُواجهون الحُسين عليه السلام خاصّة.
٥ ـ وتقبيحهم لما جاء به من الأمان ، ورفضهم طلبه منهم ترك الإمام بشدّةٍ وقُوّةٍ ، لما يحتوي عليه من الجهل بمقام الإمام أوّلاً ، وما فيه من غباءٍ ورذالةٍ وعَمَىً عن أنّ هؤلاء الأشراف أعمقُ إيماناً ، وأصدقُ مقاماً ، وأوفى ذِماماً من أن يتركوا سيّدهم وإمامهم ويلجؤُوا إلى الفسقة والقتلة!
٦ ـ وأهمّ ما في هذه الروايات : أنّ المخاطبَ فيها هو خصوص
__________________
(١) اقرأ عن هذا الموضوع مقالنا (الحشوية الأميريون) المنشور في مجلّة (علوم الحديث) الصادرة من كلّية علوم الحديث ـ بطهران.